أمر الله الجهر بالدعوة
امتدت الدعوة السرية لثلاثة سنوات طول هذه
الفترة كانت دعوته صلى الله عليه وسلم سرية فكان يختار من يدعوه فيدعو لأقربين
والذين يثق بهم يعرف انهم مستعدون لقبول دعوته فكان النبي صلى الله عليه وسلم لا
يدعو الا من اطمأنت نفسه.
لماذا كانت الدعوة للاسلام سرا في أول الامر؟
كان النبي
صلى الله عليه وسلم في بادئ دعوته لم يكن له انصار بعدد يمكن ان يقف في وجه قريش
وعددهم وسلطتهم وقوتهم , النبي صلى الله عليه وسلم عنى من استهزاء قريش وتحقرهم لمن استضعفوه من المسلمين ,وكان المشركين يسخرون من المسلمين كلما رأوهم
يقيمون الصلاة ,فلا يتونون من أذيتهم والنيل من عبد تحت امرتهم , فكانت الدعوة السرية
أكثر امانا وتبعد عن المسلمين شر قريش ولوجهر بالدعوة بعد النبوة مباشرة لنالت
قريشا من اتباع النبي صلى الله عليه وسلم .
ما الحكمه من بدء الدعوه السريه قبل الجهريه ؟
بعد انتشار
الإسلام وكثر عدد المسلمين وان كانوا اغلب من أسلمو كان من فقراء قريش جاء امر الله عزوجل لرسول صلى الله عليه وسلم بعد ثلاثة سنوات من الدعوة سرا بالجهر بالدعوة جاءهم
امر الله أمر النبي بالصدع بالدعوة قال تعالى "فاصدع بما تؤمر واعرض عن
المشركين إنا كفيناك المستهزئين " سورة الحجر 94.
وقال تعالى
"وانذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني
بريء مما تعملون " سورة الشعراء 214-216.
بدأت دعوة
النبي صلى الله عليه وسلم وكان اول ما اراد البدئ به صلى الله عليه وسلم هو دعوة وجهاء قريش لعلهم يرشدون. ويختبر ردت فعلهم ,ودعا بن عبد المطلب ليدعو قريشا أعد له علي ابن عبد
المطلب طعاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم مخاطبا بن عبد المطلب إني والله
ماأعلم شابا في العرب جاء قومه بأفظل ما جئتكم به .إني قد جئتكم بخير الدنيا
والآخرة . ودعا بطون قريش من فوق جبل الصفا بظاهر مكة . فلما اجتمعو إليه قال
أريتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ قالوا نعم ما
جربنا عليك كذبا . فقال "إني نذير لكم بين يدي عذاب شديد".
فقال أبو
لهب "تبا لك ألهذا جمعتنا ؟فانزل الله تعالى" تبت يدا أبي لهب وتب ما
أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب , وامراته حمالة الحطب في جيدها حبل من
مسد ". وقصة السورة المسد وأسباب نزولها كاملة هنا سورة المسد
الجهر
بالدعوة وموقف المشركين من ذلك؟
أشتدت عداوة
قريش للرسول صلى الله عليه وسلم ولمن اتبعه من المسلمين وأصبحت عداوتهم جهرا ليلا ونهارا , أثرت
دعوة النبي صلى الله في نفوسهم الخوف واشعلت نار المقاومة والمعارضة خوفا على
ألهتهم .فدعوته صلى الله عليه وسلم بالوحدانية والربوبية يعني تحطيم معتقداتهم
وأوثانهم الموروثة عن أبائهم ومن سبقوهم .وأصبح لاسلام يهدد دينهم واوثانهم مما جعل في قلبهم غصة واشعال الحرب
عليه صلى الله عليه وسلم والوقوف في وجه دعوته ونصرت الباطل ,فتفننو في إذاقة
المسلمين أنواع العذاب وأشدها .
الأذى والتعذيب الذي تعرض له الصحابة
..وكان أبو جهل إذا سمع بإسلام رجل من ذوي الشرف يقول له "تركت دين أبيك وهو خير منك لنسفهن حلمك ,ولنفيلن رأيك ولنضعن شرفك ".
وإن كان
تاجرا قال له:لنكسدن تجارتك ,ولنهلكن مالك,وإن كان ضعيفا ضربه . فكان أول من عذب ووستشهد آل ياسر.
ولما مات ياسر من العذاب تأثرت زوجته بموته فأغلظت القول لأبي جهل فطعنها بحربة فماتت , فكانت أول شهيدة في الإسلام .ثم تفنن المشركون في تعذيب آل ياسر مرة بالحرة وتارة بوضع الصخر وتارة بالتجويع . لم يتركو وسيلة تعذيب الا أذاقاها لهم .
ولما مات ياسر من العذاب تأثرت زوجته بموته فأغلظت القول لأبي جهل فطعنها بحربة فماتت , فكانت أول شهيدة في الإسلام .ثم تفنن المشركون في تعذيب آل ياسر مرة بالحرة وتارة بوضع الصخر وتارة بالتجويع . لم يتركو وسيلة تعذيب الا أذاقاها لهم .
ولم يسلم
بلال مؤذن المسلمين من تعذيبهم وبطشهم كان
عبد حبشي وكان أول ثمار الحبشة كما كان يلقبه النبي صلى الله عليه وسلم ذاق أشد
انواع العذاب كان يلقى في الرمضان على بطنه وظهره, وإذا حميت الشمس وقت الظهيرة ثم يأمر بصخرة كبيرة فتلقى على صدره ويقول له :لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد
وتعبد اللات والعزى فيقول أحد أحد,ولم يزل على هذا العذاب حتى اعتقه أبو بكر وأعتقه.
وقد عذب
المشكرين خباب بن الأرث أشد العذاب ,كانوا ويثقون ظهره بالرمضاء ثم بالحجارة
المحماة بالنار , فلم يزده إلا تمسكا بالإسلام وإخلاصا له وشهد مع النبي صلى الله
عليه وسلم المشاهد كلها
.
ولم يقتصر
تعذيب الكفار للرجال فقط بل تعدى للنساء فقد أسلمت لبينة جارية بني مؤمن (وهوحي
بني عدي بن كعب ) أسلمت قبل عمر ابن الخطاب وفكان عمر يمعن النظر في تعذيبها حتى
يمل ,ثم يدعها ويقول : إني لم أدعك إلا سآمة , اعتقدها أبو بكر رضي الله عنه أيضا .
وكان
لإضطهاد سبب في إشعال الحماسة في نفوس المسلمين وتاججت حتى تجرأ ابن مسعود على قرأت القرآن في فناء الكعبة فتعرض له قوم قريش وضربوه على وجهه واستمر يتلو القرآن , وأخبر أصحابه أن
سيكرر فعلته تلك في اليوم الموالي لكن أصحبه أقنعوه بالعدول عن ذلك خوفا عليه من بطش قريش وظلمهم .
قالو له
"حسبك قد أسمعتهم ما يكرهون "فكانت قريش لا يسلم من بطشها وصدها للدعوة
لم يدخل عبد من المستضعفين الا وضاق ما ضاق من بغضهم لإسلام .
النبي صلى الله عليه سلم سلم منهم ولم تفعل به قريش مافعلت بالمستضعفين لحماية ابي طالب ومكانته ووجهته ومقامه عندهم ,فمضى النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته فلما لمست قريش جدية النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ونشر الدين جمعوا امرهم لعمه ابي طالب يشكون النبي صلى الله عليه وسلم له فقالوا ياأبا طالب : "إن ابن أخيك قد سب ألهتنا , وعاب ديننا ,وسفه أحلامنا, وضلل آبائنا ,فإما تكفه عنا , وإما تخلي بيننا وبينه " كان غرض قريش نسف دعوة النبي والحد من اسلام الوافدين على مكة. والقاطنين بها وقطع خبر النبي لبقاع الأرض وتكذيب رسالته . وقد يكون غرضهم أشنع وهو الإنفراد بالنبي صلى الله عليه وسلم والإقدام على قتله كما جمعوا له بعد هذا .
لم تيأس قريش من التحذير والنذير والتهديد والوعيد والترغيب والترهيب فقالو لأبي طالب : ياأبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا,وإنا قد استهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على هذا ,من شيم آبائنا وتسفيه أحلامنا,وعيب آلهتنا ,حتى تكفه عنا,أو تنازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين .
النبي صلى الله عليه سلم سلم منهم ولم تفعل به قريش مافعلت بالمستضعفين لحماية ابي طالب ومكانته ووجهته ومقامه عندهم ,فمضى النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته فلما لمست قريش جدية النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته ونشر الدين جمعوا امرهم لعمه ابي طالب يشكون النبي صلى الله عليه وسلم له فقالوا ياأبا طالب : "إن ابن أخيك قد سب ألهتنا , وعاب ديننا ,وسفه أحلامنا, وضلل آبائنا ,فإما تكفه عنا , وإما تخلي بيننا وبينه " كان غرض قريش نسف دعوة النبي والحد من اسلام الوافدين على مكة. والقاطنين بها وقطع خبر النبي لبقاع الأرض وتكذيب رسالته . وقد يكون غرضهم أشنع وهو الإنفراد بالنبي صلى الله عليه وسلم والإقدام على قتله كما جمعوا له بعد هذا .
لم تيأس قريش من التحذير والنذير والتهديد والوعيد والترغيب والترهيب فقالو لأبي طالب : ياأبا طالب إن لك سنا وشرفا ومنزلة فينا,وإنا قد استهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا وإنا والله لا نصبر على هذا ,من شيم آبائنا وتسفيه أحلامنا,وعيب آلهتنا ,حتى تكفه عنا,أو تنازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين .
حزن أبي
طالب رضي الله عنه لفراق قومه وتحديه لهم ولم يستطع خذلان النبي صلى الله عليه وسلم أيضا . فاخبر النبي صلى الله عليه سلم بمقالة قريش ووعيدهم وتهديدهم فقال يابن أخي إن
قومك قد جاءوني فقالوا لي كذا وكذا ,فأبقى علي وعلى نفسك , ولا تحملني مالا أطيق , فظن النبي صلى الله عليه وسلم ان عمه سيخذلني وانه ضعف عن نصرته فقال "ياعم والله لو
وضعوا الشمس في يمني والقمر في يساري على أن اترك الأمر حتى يظهره الله أو أهلك
فيه ماتركته ,ثم استعبر فبكي . ثم قام فلما ولى ناداه أبوطالب فقال: أقبل ياابن أخي
,فأقبل رسول الله فقال :اذهب يا ابن أخي فقل ما أحببت فوالله لا أسلمك لشيء أبدا
.أظهر ابو طالب الجد في نصرة النبي لى الله عليه وسلم .
لما علمت
قريش بفعل أبي طالب وأنه لم يخضع لقولهم ولم ينصع لتهديداتهم وأنه أبى خذلان النبي
صلى الله عليه وسلم أتوه بغلام لمساومته به على رسول الله. قالو له يا أبا طالب هذا
عمار بن الوليد أنهد فتى (يقصدون أنه فتى قوي ) في قريش وأجمله,فخذه فلك عقله ونصره, واتخذه ولدا فهو لك , وأسلم لنا ابن أخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين آبائك
, وفرق جماعة قومك , وسفه أحلامهم. فنقتله فإنما رجل برجل .والله لبئس ما تسمونني , أتعطونني إبنكم
أغذيه لكم وأعطكم ابنى تقتلونه ؟
هذا والله
مالا يكون أبدا
.
قال ابن
المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف بن قصي: والله يا أبا طالب لقد أنصفك قومك
وجهدوا على التخلص مما تكرهه,فما أراك تريد أن تقبل منهم شيئا .فقال أبوطالب
لمطعم:والله مانصفوني,ولكنك قد أجمعت خذلاني, ومظاهرة القوم عليفأصنع ما بدا لك .
فأحتدى
الصراع واشتد التهديد والوعيد واتفقت قريش على التنكيل بالمستضعفين في كل القبائل
لتحول بينهم وبين الحجاج
.
وقد أخبرت
قريش أن العرب سمعت بخبر النبي صلى الله عليه وسلم فحاولت قريش الحول بينه وبين
الحجاج لسد الطريق على الدعوة من الانتشار اكثر .
فاجتمعوا
حتى يجمعو على رأي واحد كي لا يكذبهم الناس فاشارو لأبي عبد شمس ليقول فكل يشير
بماذا سيتهمون به النبي صلى الله عليه قالو نقول كاهن ,قال ابا عبد شمس والله ماهو
بكاهن, رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن ,قال هو مجنون قال عرفنا
الجنون ووسوسته ,قال نقول شاعر قال لقد عرفنا الشعر قالو ساحر
قال لقد رأينا السحرة وسحرهم, فقال مستشرين بأبي عبد شمس مرة أخرى قالو ما نقول يا
ابا عبد شمس ؟ قال والله إانا لقوله لحلاوة وإن أصله لعذق ,وإن فرعه لجناه
, وما أنتم بقائلين من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل .وإن أقرب القول فيه لأن تقولوا
هو ساحر جاء بقول , هو سحر يقرف بين المرء وأبيه وبين المرء وزوجته , وبين المرء
وعشريته .فتفرقوا عنه. وجعلوا يجلسون بسبل الناس حين يقدمون الموسم لا يمر أحد إلا
خذروه إياه وذكروا لهم امره
.(1)
وجعلو
يكيدون للنبي صلى الله عليه وسلم كل المكايد لتنفير الناس من دعوته ويوسوسون
للناس حتى لا يقبلو منه قولا ويشككون في قوله لتنفير الناس منه ومن المسلمين
الذي أسلمو .
روي عن
المغيرة أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم وكان يقرأ سورة السجدة , فأخبر قومه
قال:لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ماهو من كلام الإنس والجن .إن لقوله لحلاوة وإن
عليه لطلاوة , وإن اعلاه لمثمر , وإن أسفله لمغدق , وأنه ليعلو ولا يعلى عليه ,فقالت قريش : صبـأ الوليد فقال ابن اخيه أبو جهل : أنا أكفيكموه فقعد إليه حزينا
وكلمه بما أحماه فقال فنادهم فقال : تزعمون ان محمد مجنون,فهل رايتموه
يخنق,وتقولون إنه كاهن فهل رأيتموه يتكهن , وتزعمون انه شاعر فهل رأيتموه
يتعاطى الشعر ؟ فقالو لا ,فقال : هو ساحر ,أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده
ومواليه ؟ ففرحو بقوله معجبين بقوله .قد نعى القرآن ذالك " ذرني ومن خلقت
وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا ومهدت له تمهيدا ثم يطمع أن أزيد كلا إنه كان
الآياتنا عنيدا سنرهقه صعودا , إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر
ثم عبس وبصر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر
".
سورة
المدثر(11-25).
وذكر
في جزء 1 من كتب ابن هشام 276 انه جعل" أولئك النفر يقولون ذالك في رسول الله
صلى الله عليه وسلم لمن لقوا من الناس وصدرت العرب من ذالك الموسم بأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم , فأنتشر ذكره في بلاد العرب كلها .فلما خشي أبو طالب دهماء
عامتهم وجماعتهم أن يركبوه مع قومه ,قال قصيدته التي تعوذ فيها بحرم مكة
وبمكانة منها وتودد فيها بأشراف قومه,وهو على ذالك يخبرهم وغيرهم في ذالك من شعره
, إنه غير مسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تاركه لشيء أبدا حتى لا يهلك
دونه "
فنتهزت
قريش الفرصة لإنقاص من المسلمين وتعذيبهم ,ولما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما
أصاب أصحابه وما يقاسون من عداوة قريش وسفهائهم من تعذيب وحصار وتنكيل
والتعذيب قرر النبي صلى الله عليه السلم الهجرة للحبشة .
تعليقات
إرسال تعليق