الفوركس هل حلال أم حرام
سأتحدث في مقالي اليوم عن الفوركس هل حلال أم حرام ؟.
قبل أن أبدأ لابدا لي أن أذكر أني لست من أهل الفتوى لكن ما سأقوله اليوم هو حصيلة ما قاله مجموعة من العلماء في الهيئات الإسلامية وفردا .حتى تعم الفائدة وحتى يكون مقالي جامعا لمجموعة من فتوى العلماء ولعلمي ان مجموعة من الإخوة تفرعت بهم الأحكام والفتوى حتى اشتبه الأمر على كثير من الناس. وسأقدم الموضوع إن شاء الله تعالى بشرح بسيط سهل يسير ليكون في متناول الجميع ولن أدخل في متشاعبات الموضوع بإذن الله سأذكر الأصل واللب من الموضوع فقط وما يدخل فيه بعض الأخوة من تفاصيل فرعية لن يجعل من الموضوع حلالا ولا حراما لذا لا داعي لذكرها حتى لا ندخل في مواضع أخرى .
إذا ستنتعرف عن ماهو الفوركس أولا الفوركس هو المتاجرة بالعملات الاجنبية والمحلية بعضها ببعض من عملية البيع والشراء التي تتم بين المستثمرين وبين المتداولين في سوق الأوراق المالية .
وكما هو معروف أن هذه المضاربات والتداول بالعملات أصبح متداولا في حياة الناس بشكل كبير ,سأفرق في مقالي بين الحلال في التداول الفوركس وبين الحرام من التداول بالفوركس ,حتى لا يغيب الحكم الشرعي ويتشابه الحلال بالحرام , وحتى لا يغيب الحكم الشرعي عن المتداول .
التدوال عبر الفوركس متى يكون حلال :
هنا يجب أن نعلم أن المضاربة وتبادل العملات يدا بيد في وكالات بنكية أو وكالات مصرفية كتدبيل الدرهم بالدرهم أو عملة أخرى بأخرى , وإن باع عملة بعملة أخرى يدا بيد, فهذه العملية ولم يصدر فيها حكم شرعي بالتحريم , مادام التعامل يقوم على الإستلام والقبض يدا بيد ليس فيها ما هو غيبي وليس هناك احتمال ضياع حقوق الناس بين بعضهم البعض .قال الرسول صلى الله عليه وسلم :" الذهب بالورق ربا إلا هاء وهاء" ومعنى الحديث هنا الهاء والهاء هو الإستلام والقبض في مجلس العقد. (وكان الذهب هو الدينار الذهبية والورق هو الدرهم الفضية وكانت هذه هي العملة المتداولة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ).
وحتى لا يقول البعض هذه العملات لم تعد موجودة ولا يقاس على حكمها على العملات المتواجدة حاليا , فهذا خطأ يجب أن لا يقوله عاقل لأن العملة تقوم نفس المقام ونفس الحكم الشرعي .
لذا فإن ما يتعلق بالصرف والبيع والشراء عملات حقيقة في مجلس العقد يتم التقابض يدا بيد جائزة شرعا لا جدال ولا تشابه فيها فهي حلال .
متى يكون الفوركس حرام
أما ما يتعلق بالمتاجرة الإلكترونية كما هو معروف أنها قائمة على البيع والشراء إفتراضيا يعني البائع يبيع لفظا والمشتري يشتري لفظا لا يوجد عملة يشتريها ولا قبضها حتى يحدث ما يحدث من تغيرات في السوق ارتفاع وانخفاض في العملة فكل شيء هنا قائم على احتمالات هناك من يقول طبعا أنا أعتمد على دراسة ومعرفة أخبار السوق وتتبع أحداث العالم وما يحدث فيه من تغيرات ووو ثم أقوم بالشراء أو البيع لكن هنا الحكم يبين بهتان هذه العملية على الفوركس أو التداول بشكل عام ومن يقول مثل هذا هو فقط ضحك على الذقون ومواساة النفس والحقيقة غير ما يضمره الإنسان في نفسه فعملية الشراء لا تتم بالتقابض ولا تشتري عملة حقيقة وتتكهن أحوال السوق فقط. ليس لديك يقين أن العملية ستربح فيها مئة بالمئة هنا تقوم المتاجرة الألكترونية على المقامرة ويدخل فيها أيضا ما يسمى بالميسر قال تعالى " يا أيها الذين امنو إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلم رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون " سورة المائدةوالمقامرة والميسر في هذه المعاملات المالية بها تسير فالمشتري يشتري أرقاما يظن أرتفاعها وهذه الأرقام مبلغ متواجد فقط في لائحة الأرقام والبائع يبيع إذ توقع إنخفاض العملة .
فالبيع والشراء كله قائم على المقامرة قد تخسر وقد تربح فلا يجوز شرعا الدخول فيها والتعامل بها قصد ربح المال والإستغناء السريع فيما يؤدي بالمسلم في الوقوع في المحضور ومحاربة الله ورسوله فالفوركس قد جمع كل الكبائر حتى الربا لكون الفوركس يعتمد على المرافعات المالية بحيث يقدم مزايا وإغراءات ويغوي الداخل لهذه المنصات الكترونية تقوم على مضاعفة الربح بحيث تقدم لك مثلا لو ساهمت بضعف المبلغ كذا خمس مرات ستربح ضعف ذالك المبلغ الذي قدمته خمس مرات وإذا خسرت تخسره كله هنا الربح يقوم على خسارة أفراد اخرى كل يربح على حساب فرد اخر .
والرابح الوحيد والدائم في هذه العملية هي المنصة بحيث تكسب من كل فرد نسبة مالية من ثم تكسب أيضا من الإعلانات وأيضا من التبيت الذي تفرض عليه رسوم وفي الحقيقة هناك الكثير من المنصات التي تدعي أن الحسابات الإسلامية ليس عليها رسوم لكن الحقيقة غير ذالك" سم دس في عسل ".
إذا التبيت تقوم به المنصبة لاستقطاب عملاء وزيادة أرباحها فقط والمبالغ التي تضاعفها من أجل زيادة الربح ماهو إلا تأمين للمنصة من الخسارة بالمبلغ الذي تقدمه لكنها لا تتاجر به بل المتاجرة تكون عن طريق الرافعة المالية التي تضاعف المبلغ وهنا تسمح لك بالقيام بصفقة وأماهم يبنوا أنهم لا يستفدون منك شيء يكفي انهم يستفيدون أيضا من فرق السعر بين الطلب والبيع , ولانه لا يقدمون لك شيئا لسواد عيونك بل لمصلحتهم وأي عملية تقوم بها سيكسبون فعقلها .
ففي هذه المنصات من الإحتيال والتحايل ما لا يمكنك عده , موقع نفسك في محاذير والعياذ بالله عظيمة وكبائر تحارب الله ورسوله .
وقد أقر المجمع الإسلامي أن نظام الفوركس صدر التحريم والمنع منه وذكر الكثير من أسباب التحريم:
- إشتماله على الربا الصريح.
- المجمع بين السلف ومعاوضة اي البيع والشراء بسلف أي بوسيط "السمسرة " كما جاء في قوله صلى الله عليه سلم "لا يحل سلف وبيع " وكل قرض جر نفعا فهو من الربا .
- وعدم حصول القبض يدا بيد من بيع العمولات والذهب والفضة وهذا من ربا النسيئة .
- الإضرار بالإقتصاد لما فيه من توسع الديون ,والمجازفة ,والخداع .والتضليل , والإحتكار والنجش .
- المقامرة والميسر والغرر .
فالفقه بأحكام التجارة تعبد طريق الحلال وتبعد عن المسلم الحرام لما في التجارة من تعدد معاملات وعقود و جل العقود التي تتعامل بها هذه المنصات الإلكترونية فاسدة لما فيها من عقود الإختيارات والمؤشرات والمشتقات المالية لما فيها من ربا ومقامرة والغرر .
فلا بد من وقفة مع النفس والصدق مع الله عزوجل حلال قليل فيه البركة خير من ماله مشتبه به ويلبسه الحرام من كل جانب وإن كان كثير .
وقد سمعت مؤخرا أخ متاجر في هذه المنصات قال لن يعلمني شيخ ديني لست جاهلا لما يركب شيخ أخر صيحات السيارات. ويحرمون ويحللون فأدخل أحكام الدين في حياة أشخاص. الدين لا يجادل بتدين شخص, ولا نسقط أخطاء الناس على الدين, الدين لا يتغير ولا يتحول ولا تتبدل أحكامه. سواء ركب الشيخ حمارا أو قطارا ,وسواء لبس صوف او حريرا , ما علاقة الدين بشيخ لديه فيلا أو سيارة رونج ريف, لا تقاس أحكام الدين بأحد, ولا تتغير أحكامه ,لأنك تقول الشيخ الفلاني حلاله البارحة وحرمه اليوم .كل شيخ يجتهد في تقريب حكم الله تعالى لعباده ولم إن اخطأ اخطأ هو لا نسقط خطأه على الدين الربا فصلت احكامه واضحة صريحة وفيه أيات تفسر نفسها بنفسها وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فصل أحكام البيوع تفصيلا دقيقا لا حجة للمسلم بعد بجهلها .
.
تعليقات
إرسال تعليق