قضاء الصيام .
تقديم الستة من شوال على قضاء الدين , قضاء الصيام في شوال ؟يجوز تقديم صيام ستة من شوال على قضاء الدين المتراكم بسبب السفر أو المرض أو ما يسمى بالعادة الشهرية للمرأة . لأن مدة شوال محددة شرعا ويمكن ان يفوت على المراة أجرها إن قدمت القضاء و بعدها جاء وقت العادة الشهرية فقد يفوت شهر شوال بخلاف مدة القضاء فهي مطلقة شرعا بإطلاق الآية الكريمة :"فعدة من أيام أخر"فيجوز قضاؤها في جميع أيام السنة .
والقول بمنع تقديم شوال بحجة الترتيب ,يصطدم مع هذه السعة التي منحه الله للعباده حتى لا تعسر أمورهم وتشدد .
وقد تعامل الصحابة مع الحديث الشريف الوارد في فضل شوال (من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر ).
والمسألة من قضايا الحال فلم يستفصلوا والقاعدة فيها تقول : ترك الاستفصال في قضايا الحال مع قيام الإحتمال ينول منزلة العموم في المقال .
كما تؤخذ هذه السعة أيضا من اختلاف روايات الحديث المفيدة لتنويع الأحكام وتسيير التشريع . فقد ورد بلفظ (ثم أتبعه ستا).
المقتضى لاتصال والترتيب . وورد بلفظ (فأتبعه ستا).
المقتضى لانفصال والترتيب.وورد(وأتبعه ستا).
المقتضى لانفصال وعدم الترتيب .من ثم قال الفقهاء :يجوز صيام شوال على كل هذه الأحوال .
والقول بالمنع أيضا , يوجب منع صيام النفل داخل العام كله حتى يتم قضاء الدين .وهذا دين يحتاج إلى دليل ولا وجود له .
والقول به يجعل الكثير من النساء والرجال لا يصومون في شوال سنة ولا قضاء . فلا يصومون شوالا بحجة فقدان الترتيب .
, ولا يقضون الدين بحجة التراخي . فتكون نتيجة هذه الفتوى تفويت الخير العظيم على كثير من العباد خاصة النساء لكثرة الأيام المتراكمة عليهن .
ثم إن القول بالمنع بحجة الترتيب ظاهرا ,يرد عليه استحالة الترتيب بين أيام رمضان نفسه في الحال الذي يفطر فيه الإنسان بداية رمضان ثم يصوم بعده فصيامه غير مرتب .
فالجواب عن هذه بحجة الترتيب الشرعي , هو الجواب نفسه عن الترتيب بين أيام شوال وأيام القضاء .
والقول بمنع التقديم بحجة الخوف من الوفاة قبل القضاء .فإن الله تعالى لا يحاسب عبدا على طلب مات دون تحقيقه والحال أن مدته لم تنته بعد . لاسيما وأنه تعالى يعلم من عبده وأمته صدق نيتهما في الأداء ,وما تسبيقهما الأيام شوال إلا برهانا ظاهرا على صدق نيتهما على هذاالصدق .
والمعلوم عن الله الكريم أمام هذا البر أن يؤدي عنهما دينهما كما جاء في ديون العباد.فأخرج الإمام البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من أخذ أموال الناس يريد أدائها أدى الله عنه , ومن يريد إتلافها أتلفه الله ".
لذا ينبغي لمن استطاع أن لا يفوت هذا الخير . فإن أجره الموعود ,عظيم وبركته تخلل الحياة طيلة العام .
فصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله " من صام يوما في سبيل الله ,باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"ولا يدري العبد متى يحتاج إلى شفاعة عمل ليحفظ أو يبارك له في حياته أو ولده أو زوجه . ولا يدري أي حسنة تثقل ميزانه ليبشر بالفوز العظيم .
كتبها أستاذي الدكتور عبد الحفيظ العبدلاوي حفظه الله عزوجل .
تعليقات
إرسال تعليق