العشر الأواخر من شهر رمضان
شهر الصيام خلاصة أشهر السنة ، والعشر الأواخر خلاصة الشهر، وليلة القدر خلاصة العشر .
ـ فإذا دخلت هذه العشر ،ينبغي للمسلم الكريم أن يتذكر أن زمن الفرصة الخاصة بهذا الشهر بدأ يضيق ،استعدادا للرحيل . ولن يعود بذاته حتى يقف شاهدا لأناس وشاهدا على آخرين .
فالأمر يستدعي الخوف والاعداد . والخوف الذي يدفع إلى الرحمة هو رحمة كما بشر الله تعالى
في قوله { ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد } ولذا ، فإن ما يشعر به الباكي في صلاته ودعائه ليس هو ما يشعر به الباكي من عضة الدنيا .
والخوف المطلوب هو المترجم على واقع . المبين بتفاعل النبي صلى الله عليه وسلم مع الشهر الكريم حيث كان إذا دخل صار أجود بالخير من جميع أيام السنة . وإذا دخلت العشر الأواخر . ازداد فانتقل إلى وضع خاص فاحتجر في مسجده واعتكف وشد مئزره وأيقظ أهله وأحيا ليله . لما علم من خير الله المودع في هذه الأيام والليالي . فالثبات عند الخواتيم ، علامة النصر .
لذا ينبغي للمسلم ألا يتحرى ليلة القدر باختلاف الفقهاء . فيحددها بقول من أقوال المختلفين ثم يعود بعد ذلك إلى ماكان عليه .فالظفر بالعظائم والنفائس لا يتم بمثل هذا ، والبصير لا يحتاج هنا إلى سؤال ولا إلى خلاف وترجيح وهو يسمع هدي النبي صلى الله عليه وسلم يقول : {إذا دخلت العشر الأواخر شد مئزره } ويسمعه وهو يحثه أن يسابق الشمس قبل أن تغرب في كل يوم من هذه الأيام ، ويسابق الليل قبل أن ينتهي في كل ليلة من هذه الليالي . بقراءة القرآن أو لا ستماع إليه ، أو الدعاء . فسجل خيرا .وسجل توبة في يومك وليلك قبل أن يطوى . وأظهر حرصا مناسبا لعظمة منحة الله وبركته لهذه الأمة في شهر رمضان . فـ { ليلة القدر خير من ألف شهر} وألف شهر عمر بمقدار 83 عاما من العبادة المتقبلة .
وفق الله كل حريص لاغتنام فرص هذه الليالي وتقبل الله من الجميع .
تعليقات
إرسال تعليق