مفاهيم القيم

المفاهيم والمفاهيم المضادة.

الفتح نور من الله يهبه لمن يراه معظما لأمره خائفا من قول الزور وشهادته  يبحث عن الحق كما يبحث المعدنون عن المعادن في بطون الأرض . يقول ابن تيمية  : وربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم وأقول يا معلم آدم وإبراهيم علمني، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة ، وأمرغ وجهي في التراب وأسأل الله وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني 
ومع كل هذا قد لا يهتدي إلى الفهم  إلا في رمضان لما خص الله به شهر رمضان من بركات العبادة وبركات التضرع إليه واقترابه سبحانه من عباده  . وكلما حقق العالم مزيدا من التقى  أدرك عن الله مزيدا من الصواب والهدى  [ واتقوا الله ويعلمكم الله ]
وكان الإمام أحمد إذا سئل عن شيء  فلم يهتد إلى سره قال : اسألوا أهل الثغور فإن الله تعالى خصهم بالعلم . مستدلا بقوله تعالى [ والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين ]
ــ وكان عبد الله بن إدريس بن يزيد، الإمام، الحافظ، المقرئ، القدوة، شيخ الإسلام أبو محمد الأودي الكوفي لما نزل به الموت ، بكت ابنته، فقَالَ: لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة ؟
ــ هذا ماكان في قلوب هؤلاء لذلك فتح الله قلوبهم لأنواره  وهداهم إلى صوابه فاسترخصوا نفوسهم وأرواحهم لله . لذا فالقضية تستدعي بعض المغفلين البعيدين كل البعد عن ميدان العلم  وميدان الطاعة المجردة ، وميدان التعاهد للوحي  الشريف ، أيامه كلها يبيع ويشتري..عينه تسبح في المنكر طيلة يومه ولسانه لا يفتر عن الثرثة فإذا جلس مع أمثاله نهش بأسناه لحم الشهيد سيد قطب وأمثاله من أسياده  الذين قدموا أرواحهم  في سبيل الله  بلا تردد شهدت لهم الدنيا بذلك ...فلتخجل تلك الذباب واليعلم الوعل انه ناطح صخرة فلايضرها يوما وانما يفقد قرنه  لأن لحوم هؤلاء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ..  والعبرة حاضرة خالدة .
فقد كان الواعظ والداعي رسول الهدى صلى الله عليه وسلم ومع ذلك لم يتأثر به من ملأت قوبهم بالظمة والنية السيئة المسبقة كما حكى الله عنهم  قولهم تجاه دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم [ اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إتنا بعذاب أليم ]  فهذا دعاء وأماني المطموس في كل زمن .

بقلم