السنة الميلادية

من فقه الكون  / السنة الميلادية 

تصريف الكون تجديد لرسالة الله وندائه للإنسان ، والمستفيد من ذلك هو من يعدل في تقسيم أدوار أجهزته فيرى ببصره ويسمع بأذنه ويحلل ببصيرته  فيقرأ يومه الجديد كما يقرأ سنته الجديدة ، ويقرأ يومه مقرونا بأمسه ، ويقرأ سنته الجديدة مقرونة بالذاهبة  فعندما يسمع الشائعات المكذوبة : مبروك السنة الجديدة ؟ لا يغفل ولا يتغافل ، وإنما عليه ان يدرك الحقيقة الثابتة الصادقة وهي : أن سنة كاملة قدت ذهبت من عمره . 360 يوم 8640 ساعة
ويدرك أن عمره هكذا يفنى حتى يجد نفسه أمام  واقع السنة الكونية التي نبه الله عنها بواقع السنة الشرعية في قوله [ اتقوا الله ولتنظر نفس ما قمت لغد ؟ ][  يوم ينظر المرء ما قدمت يداه  ويقول الكافر ياليتني كنت ترابا ]
ويدرك أن كل شيء  يبدأ لينتهي ، فخلق الله اليوم لينتهي ، والسنة لتنهي ، والحياة لتنتهي  والإنسان لينهي . فهل هو على  استعداد أم غير استعداد ؟ هل من يبارك له ،يبارك له فعلا شرعا وكونا أم يعزيه ؟
فتقلب الأيام والليالي  تصريف من الله لآياته لقوم يفقهون . يصور الله للإنسان أن الحياة  عبارة عن يوم  وأن الدنيا كلها يوم واحد  وعام واحد  يكرره الله تعالى رحمة بالإنسان  لعله يفقه أنه  سيمضي مثل هذه الأيام والسنوات ... ولقد أعذر الله  إلى امرئ أخر أجله حتى بلغ 40 سنة  40 سنة  من الليالي والأيام  كل يوم يصور الحياة ، وكل ليلة تصور الموت ، وكل يقظة تصور البعث ففي الحديث [ تموتون كما تنامون وتبعثون كما تستيقظون ] فهل فهمت دروس الكون ؟ ستقوم  من قبرك كما تقوم من نومك . وكما تقوم من نومك على ما جمعته بالأمس من مال وأكل ومتاع ، أو فقر وهموم وسموم ،كذلك  تقوم من قبرك على ما جمعته بالأمس  من صلاة وزكاة  وخير  أو عصيان وخبث وجرم وضياع  ؟  هل فهمت درس غناك أو فقرك ونومك ويقظك ؟
فالكون ينادي بما ينادي به الوحي قال النبي صلى الله عليه وسلم  : كل يوم يشرق على العباد وهو ينادي ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود .
فالتبريكات بالسنة الجدحيدة  أكذوبة وخدعة وغفلة  ؟؟
وقد يقول قائل : لماذا يبارك المسلمون لبعضهم في عيدي الأضحى والفطرمع أنه بحلولهما يكون قد نقص من عمر الإنسان عام كامل  ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الجواب : إن عيد الفطر يحل بالأمة بعد صيام وقيام  رمضان وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : من صام رمضان وقامه إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذبه .  فمبروك لمن هذا حاله ، مبروك ، مبروك فالكون كله والملائكة ورب العالمين يبارك لك
وعيد الأضحى يحل بالأمة بعد أيام أقسم الله بها ،والفجر وليال عشر ... منها يوم عرفة  قال النبي صلى الله عليه وسلم عن صيامه  : لأحتسب على الله أن يكفر السنة الماضية  والسنة الباقية ..وفي الحديث  أيضا [ ينظر الله إلى أهل عرفة فيشهد ملائكته أنه قد غفر لهم ....] [من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه  كيوم ولدته أمه ]
فهكذا تكون الأسس للأفعال والأقوال  الخالدة الحافظة في الدنيا الشافعة يوم القيامة  [ وأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأض ]