من أسرار الشريعة
في كثير من نصوص الوحي وصور الكون ما يدل على أن كل شيء مقصود لحكمة ينبغي أن يجعله المسلم مبدأ يومن به ويحمي به عقيدته . فقد خالف كثير من الناس هذا المبدأ وجعلوا عقولهم حكما على الشرع فما لم يدركوه اعترضوا به على الله فوقعوا في منعرج خطير .
فالتسليم ، بداية السلامة ولذلك استعرض الله صورا من الوحي والكون يبدو ظاهرها لا يقبل عقلا ولكن لما فسر الله سرها سلم العقل واستسلم لها. ليكون ذلك قاعدة للإنسان يقيس بها ما يقصر عنه عقله .
قصة سيدنا الخضرمع سيدنا موسى عليهما السلام
فلنراجع قصة سيدنا الخضر عليه السلام مع سيدنا موسى عليه السلام إذ يعلم الله العباد حكمه وأسراره و يحصن عقيدتهم من التأويلات الفاسدة أو التكذيب الذي هو موجب من موجبات الكفر قال الله تعالى [قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على مالم تحط به خبرا ....... فانطلقا حتى إذا ركبا في السفينة خرقها قال أخرقتها لتغرق اهلها لقد جئت شيأ امرا ] فنظرسيدنا موسى عليه السلام إلى الصورة فوجدها منكرا فنهى عن المنكر .
ولكن المسألة سروحكمة سيعلمه سيدنا موسى لاحقا ؟
قال الله تعالى [ فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله قال أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيأ نكرا ] فنظرسيدنا موسى أيضا إلى الصورة فوجدها منكرا فنهى عن المنكر ولكن المسالة سر أيضا سيعلمه موسى لاحقا ؟ قال الله تعالى [ فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية استطعما أهلها فأبوا أن يضيفوهما فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فأقامه قال لو شئت لاتخذت عليه اجرا قال هذا فراق بيني وبينك ]
فنظرسيدنا موسى إلى الصورة فأنكرها وهي سر أيضا فأخبره موسى عن أسرار ما فعل وقال له [ وما فعلته عن أمري ] فأدرك سيدنا موسى مكمن الحكمة ومنبع السر ولذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر لرأى من صاحبه العجب»
لأستاذ الدكتور عبد الحفيظ العبدلاوي رحمه الله عزوجل .
تعليقات
إرسال تعليق