سورة القارعة
سورة القارعة مكية وآياتها إحدى عشرة آيةً وأهم موضوعاتها يوم القيامة ووصف أحداث فيه،
والبعث وأهواله، والجزاء بحسب الأعمال.
تفسير الآيات
(۱) القارعة التي تبدأ بالنفخة الأولى، وتنتهي بفصل القضاء بينَ النَّاسِ (۳۲) أي شيءٍ هِيَ القارعة ؟ وما أعلمك أيها الإنسان ما شأنُ القَارِعة ؟ فأنتَ لا تعرفها ولا يَتَصَوّرها خيالك . (٤) هي كائنة يوم يكون النّاسُ كالفراش المبثوث كثرة وتدافعاً يميناً وشمالاً ضعيفاً ذَلِيلاً . (٥) وتكون الجبال كالعهن الملون المنقوش في تفرق الأجزاء والتطاير في الجو هنا وهناك . (٦ ، ٧) فأما مَنْ ثَقُلت مَوازِينه فَرَجَحَت حَسَنَاتِه عَلَى سيئاتِهِ، فَهُو فِي عيشة يَرْضاها صَاحِبها تطيب نَفْسه بها . (۸ ، (۹) وأمّا مَنْ رَجَحت سَيئاتُه عَلَى حسناتِهِ، فَمَسْكنه أو مَرْجعه ومَأواه جهنّم . (۱۰ ، (۱۱) وَمَا أعْلمك أيها الإنسانُ مَا هَذِهِ الهاوية الهالكة؟و سمیت جهنّم هَاوِية؛ لأنه يهوي فيها مع عمقٍ قَعرها والهاوية : المكانُ المنخفض جدًّا.
القارِعَةُ مَا الْقَارِعَةُ وَمَا أَدْرَكَكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُودُ النَّاسُ كَالْفُرَاشِ الْبَنُونِ وَتَكُودُ الْجِبَالُ اليهي الْمَسَلُوضِ فَأَمَّا مَ نَقَلَتْ مَوْرِيتُهُ فَهُوَ فِي عِينة راضِيَةِ وَأَمَّا مَن حَقَّتْ مَوْزينهُ وفأمهُ هَاوِيةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَّة نَارٌ حَامِيَة(القارِعَةُ ) من أسماء يوم القيامة، سميت بذلك، لأنها تقرع الناس وتزعجهم بأهوالها . ولهذا عظم أمرها، وفخمه بقوله : (الْقارِعَة مَا الْقَارِعَهُ وَمَا أَدْرَنَكَ مَا الْقَارِعَةُ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ ) من شدة الفزع والهول . كَالْفَرَاشِ الْبَنُوثِ ) ، أي : كالجراد المنتشر، الذي يموج بعضه في بعض، والفراش هي: الحيوانات التي تكون في الليل، يموج بعضها ببعض لا تدري أين توجه، فإذا أوقد لها ،نار، تهافتت إليها، لضعف إدراكها، فهذه حال الناس أهل العقول وأما الجبال الصم الصلاب، فتكون كَالْعِهْنِ الْمَنقُوشِ ) ، أي : كالصوف المنفوش، الذي بقي ضعيفاً جداً، تطير به أدنى ريح، قال تعالى: وَتَرَى الجَبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَر السَّمَابِ ) . ثم بعد ذلك ، تكون هباء منثوراً، فتضمحل ولا يبقى منها شيء يشاهد فحينئذ تنصب الموازين، وينقسم الناس قسمين : سعداء وأشقياء. فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ، أي رجحت حسناته على سيئاته فَهُوَ في عيشة راضية ) في جنات النعيم . وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ ) بان لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته . . (ناتُهُ حَاوِيَةٌ ) ، أي : مأواه ومسكنه النار التي من أسمائها الهاوية تكون له بمنزلة الأم الملازمة كما قال تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ . وقيل : إن معنى ذلك، فأم دماغه هاوية في النار، أي: يلقى في النار على رأسه . ﴿وَمَا أَدْرَنكَ مَا هبة ) وهذا تعظيم لأمرها، ثم فسرها بقوله: ﴿نَارُ حَامِيَةٌ ، أي : شديدة الحرارة، قد زادت حرارتها،على حرارة نار الدنيا بسبعين ضعفاً. نستجير بالله منها.
من هدي الآيات
١ - الاستعداد ليوم القيامةِ بالأعمال الصالحةِ والإِيمَانِ .
۲ - المؤمنُ الصّالح ينجو مِنْ أهوال يوم القيامةِ .
٣ - يحاسبُ اللهُ عِبَاده بالعدلِ ويُجازيهم عَلَى مَا قدموا مِنْ خيرٍ أَوْ شَرِّ .
تم تفسير سورة القارعة - بحمد الله وفضله .
تعليقات
إرسال تعليق