سورة البينة
سورة البيئة مدنية وآياتها ثمان وأهم موضوعاتها توبيخ أهل الكتاب والمشركين لتكذيبهم الرسول وطلبهم البيئة، فلما أتتهم كذبوها وادعاؤهم أن الله أمرهم بالتمسك بأديانهم، وعذابهم في نار جهنم وجزاء المُؤمِنين ونعيمهم.
تفسير الآيات
وجَزَاءُ المُؤمِنين ونعيم بالتمسك بأديانهم، وعَذَابَهُم في نار جهنم
تفسير الآيات من التفسير الميسر للقران العظيم .
( ١) لم يكن الَّذِينَ كَفَرُوا بالله وبرسولِهِ مِنَ اليهود والنصارى، وَمِنَ المشركين مُنصرفين عَنْ غَفلتهم وجَهْلهم بالحقِّ حَتَّى تأتيهم الحجة القاطعة . (۲) ، (۳) رسول مبعوث مِنْ ِعندِ اللهِ يقرأ عَلَيهِم صُحفاً منزّهةً عن الباطل، فيها أحكام مستقيمة ناطقة بالحق والصواب. (٤) وما تفرّقَ الَّذِينَ أُوتوا الكتاب من اليهود والنصارى إلا مِنْ بَعدِ مَا جَاءتهم الحجّة الوَاضِحة الدالّة عَلَى أن محمداً هُو رسولُ اللهِ الموعود بهِ فِي كُتبهم . (٥) وما كُلِّفوا بما كُلِّفوا به إلا لتكونَ عِبَادتهم للهِ مُخلصين له الدين، مائلين عَنْ الباطل مُستقيمين عَلَى الحقِّ، وأن يُحافظوا عَلَى الصَّلاةِ ويُؤدوا الزكاة ، وذَلِكَ دينُ الملّةِ المستقيمة . (٦) إنّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الكِتابِ والمشركين في نار جهنم يصلونها ولا يخرجون منها ، أولئك هم شر الخليقة عقيدة وعملاً . (۷) إِنْ الَّذِينَ آمَنُوا بالله ورسوله وعملوا الأعمال الصالحة أولئك خيرُ الخليقة عقيدة وعملاً . (۸) جَزاؤُهُم فِي الآخرةِ عَلَى ما قدموا مِنَ الإِيمَانِ والأعمالِ الصّالحة جناتُ إقامة تجري من تحتها الأنهار مَاكِثِينَ فِيها أبداً ، قَبِلَ اللهُ أعمالهم ، وشكروا إحسانه إليهم، وذَلِكَ الجزاء لمَن خَافَ عِقَابَ ربِّه ، فآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً .
من هدي الآيات
١ - ارتكب أهل الكتاب خيانة عندما اختلفوا في أمرِ رسالة محمد ﷺ بعد وضوح الحق أمامهم. ٢ - الديانات السماوية كلها اتحدت فِى الدّعوة على توحيد الله - عز وجل .. - دَعَتْ الديانات السماوية إلى الأخلاق الحميدة، وإن اختلف في التشريعات والمناهج لتناسب البلد والزمان الَّذِي نَزَلت فيه .
تفسير الأيات من تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
يقول تعالى: ﴿لَمْ يَكنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَبِ ) ، أي : من اليهود والنصارى وَالْمُشْرِكِينَ ) من سائر اصناف الأمم . ومُنقَكِينَ ) عن كفرهم وضلالهم، الذي هم عليه ، أي : لا يزالون في فيهم وضلالهم، لا يزيدهم مرور الأوقات إلا كفراً حَتَّى تَأْتِيَهُمُ اليِّنة ) الواضحة، والبرهان الساطع، ثم فسر تلك البينة فقال : ﴿وَرَسُولٌ مِّنَ الله ، أي : أرسله الله يدعو الناس إلى الحق وأنزل عليه كتاباً يتلوه ليعلم الناس الحكمة، ويزكيهم، ويخرجهم من الظلمات إلى النور ولهذا قال : يَنلُوا مُحُفًا تُطَهَّرَةُ ) ، أي محفوظة من قربان الشياطين، لا يمسها إلا المطهرون لأنها أعلى ما يكون من الكلام. ولهذا قال عنها: ﴿فيها ) ، أي : في تلك الصحف كُتُبُ قَيْمَةٌ ) ، أي : أخبار صادقة، وأوامر عادلة تهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم . فإذا جاءتهم هذه البيئة، فحينئذ يتبين طالب الحق، ممن ليس له مقصد في طلبه، فيهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة . وإذا لم يؤمن أهل الكتاب بهذا الرسول وينقادوا له، فليس ذلك يبدع من ضلالهم وعنادهم، فإنهم ما تفرقوا واختلفوا، وصاروا أحزاباً إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَ لَهُم ، التي توجب لأهلها الاجتماع والاتفاق ولكنهم لرداءتهم ونذالتهم لم يزدهم الهدى إلا ضلالاً، ولا البصيرة إلا عمى، مع أن الكتب كلها، جاءت بأصل واحد ، ودين واحد . وما أمروا ) في سائر الشرائع إلَّا لعبدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) ، أي : قاصدين بجميع عباداتهم الظاهرة والباطنة وجه الله، وطلب الزلفى لديه . ، أي : معرضين مائلين عن سائر الأديان المخالفين لدين التوحيد وخص الصلاة والزكاة بالذكر، مع أنهما داخلان في قوله : لعبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الذِينَ ) لفضلهما وشرفهما، وكونهما العبادتين اللتين من قام بهما، قام بجميع شرائع الدين. ﴿وَذَلِكَ ) أن التوحيد والإخلاص في الدين، هما دِينُ الْقَيِّمَةِ ) ، أي : الدين المستقيم الموصل إلى جنات النعيم وما سواه فطرق موصلة إلى الحجيم.ثم ذكر جزاء الكافرين، بعد ما جاءتهم البينة ، فقال : إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ ) قد أحاط بهم عذابها ، واشتد عليهم عقابها . خَلِدِينَ فِيها ) لا يفتر عنهم العذاب، وهم فيها مبلسون أوَلَيْكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ) لأنهم عرفوا الحق وتركوه، وخسروا الدنيا والآخرة. وإنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّلِحَتِ أُولَيْكَ هُوَ خَيْرُ الْبَرِيَّة ) لأنهم عبدوا الله وعرفوه، وفازوا بتعيم الدنيا والآخرة . جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّتُ عَدْنٍ ﴾ ، أي : جنات إقامة، لا ظعن فيها ولا رحيل، ولا طلب لغاية فوقها . تجري مِن تَهَا الْأَنْهَرُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنه ) فرضي عنهم بما قاموا به من مراضيه ، ورضوا عنه، بما أعد لهم من أنواع الكرامات و ذالك ) الجزاء الحسن لِمَنْ خَشِيَ رَبَّرُ ) ، أي : لمن خاف الله فأحجم عن معاصيه ، وقام بما أوجب عليه .
تم تفسير سورة البينة - بفضل الله وتوفيقه
تمت بحمد الله سورة البينة
تعليقات
إرسال تعليق