سورة العلق

سورة العلق مكيّة وآياتها تسعُ عَشرة آيةً وأهم موضوعاتها الرّسولُ والقُرآنُ، وخلقُ الإنسانِ وتعليم العلم، وطغيان الإنسانِ ومَرْجعه إلى ربِّه ، ونَهي مُشرك شخصاً عَنْ أداء صَلاتِهِ، وَكَانَ خَيْراً لَه أَنْ يكونَ عَلَى الهُدى تقيا لا أَنْ يُكذبك ويُغرض عَنْك، ووعيدهُ وَعِيداً شديداً، وأمرُ الرسول بالصَّلاةِ لربهِ وعِبَادَتِهِ .

من أسباب النزول سورة العلق 

1 : (٥) أَقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِى حَلَقَ .... نَزَلَت حِينَ كَانَ النّبي يتعبد في غارِ حراء، فَجَاءه فَقَالَ: «مَا أنا بقارىء»، فأخَذَه وعَصَره عَصْراً شَدِيداً حَتّى بَلَغ مِنه الجهد . ثم أرسله الملك فَقَالَ: «اقرأ» فقَالَ: «اقرأ» فقالَ: «مَا أنَا بِقَارِى فَفَعل معه كما فعل في المرة الأولى حتّى اشتدّ عَلَيه ثم قَالَ: «اقرأ» فقَالَ النَّبي ﷺ : «مَا أَنَا بِقَارِى» فأخَذَه فغطّه كَبَسه وعَصَره عَصْراً شديداً حتى بَلَغَ مِنه الجَهْد فَقَالَ : أَقْرأْ ياسيمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إلى قوله تَعَالَى: ﴿ مَا لَوْ يعلم فرجع بها يرجفُ قَلْبه حتى دَخَلَ عَلَى خَديجة فَقَالَ: «زملوني - لفوني في ثيابي - فزمّلوه حتّى ذَهَبَ عَنْه الفَزَع فَقَالَ : يَا خَديجة ما لي»، وأخبرها الخبر، قَالَ : قد خَشِيتُ عَلَى نَفْسي فَقَالت :لَه كلا أبشر فوالله لا يُخزيك الله أبداً إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتُقرِي الضَّيْف، وتُعين عَلَى نوائبِ الحقِّ .

تفسير الآيات في التفسير الميسر للقران العظيم 

(۱، ۲) ابتدىء يَا مُحمد قراءة القُرآن مبتدئاً باسم ربك، أو مُستعيناً بهِ الخالق كل شيء، والخلق أول النعم، خلق الإنسانَ مِنْ علقةٍ، وَهِيَ الدَّمُ الجَامِدُ . (۳) (۵) إمض في القراءة وربك الأكرم، الذي علم الإنسان الكتابة بالقلم، علم الإنسان ما لم يكن يخطر بباله . (٦) ، (٧) حقًّا إن الإنسان ليجاوز الحدود يستكبر على ربِّه مِنْ أجل أن رأى نَفْسه ذا غِنى وثراء . (۸، ۹ ، ۱۰) إِنْ إِلَى رَبِّك الرجوع يوم القيامةِ للحساب والجزاء، أخبرني أيُّها السّامع عَنْ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صلّى، وَهُو النبي محمد ﷺ هل هو محقِّ فِي هَذَا النّهي وَهَل أمِنَ عَلَى نَفْسِهِ العقوبة . (۱۱ ، ۱۲ ) أخبرني عَنْ حالِ هَذَا الطَّاغِي إِنْ كَانَ عَلَى الهُدَى في نهيه، أو أمر بالتقوى فيما أمر . (۱۳) أخبرني عَن حالِ هَذَا النّاهي إن كذب بما جاء به الرسول، وأَعْرِضِ عَنْ الإِيمَانِ والعمل الطيب . (١٤) ألم يَعْلم هَذَا المكذِّب المعْرِض بأنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَفْعله ، أي : يجب أن يعلم أن اللهَ مُطْلَعَ عَلَى أعْمالِه وأحوالِهِ . (١٥) ، (١٦) رَدْعاً لهَذَا النّاهِي، لئن لَم يَنْزَجر عمّا هُو عَلَيه لنأخذن بناصيته إلى النارِ بشدَّةٍ ناصية يغلو وَجْهُ صَاحِبها الكذبُ وآثارُ الخَطِيئَةِ . (۱۷) فَلْيَطلب عشيرته وأهلَ مَجْلِسه ليكونُوا نَصْراً فِي الدُّنيا أو في الآخرة. (۱۸) سندعو جنودنا لينصروا محمداً وَمَن مَعَه وليَدْفعوا هَذَا النّاهي وأعوانَهُ إِلَى جهنّم . (۱۹) رَدْعاً لهَذَا النّاهي، لا تطعه فيما نَهاك عنه، ودُم عَلَى صلاتك وواظب عَلَى سُجودك وتقرب بذَلِكَ إلى ربِّك .

من هدي الآيات

۱ - تقريرُ الوحي الإلهي وإثبات النبوة المحمدية .

۲ - دعوة الإسْلامِ إِلَى القراءة والكتابة والعلم لأنه سلاح في يد صاحبه . - عَلَى الإنسانِ أنْ يُفكر فِي خَلْقه ومَرَاحِلَ حَيَاتِهِ، ليَتَّعِظ ويُؤمن بقدرة الله جل شأنه .

٤ - كان أبو جهل من أشد أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم  ، وأعداء الإسلام والمُسلمين . 

ه - للتقرب إلى الله لا تجد أهمّ مِنَ الصَّلاةِ فِي ذَلِكَ، وَعَلى المؤمن ألا يُطيع أعداء الدِّينَ الَّذِينَ يأمرونه بالمعصية والفساد.

تمت بحمد الله سورة العلق