الحديث السادس عشر أَوْصِنِي. قَالَ: «لَا تَغْضَبْ»
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنْ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيَّ ﷺ : أَوْصِنِي. قَالَ: «لَا تَغْضَبْ»، فَرَدَّدَ مِرَارًا، قَالَ: «لا تَغْضَبْ . رَوَاهُ البُخَارِيُّ (٢ ) .
الشــــــــــــرح
الوصية هي العهد بالأمر المهم وهذا الرجل طلب من النبي ﷺ أن يوصيه فقال: «لا تغضب»، وعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصية بالتقوى التي أوصى الله عزوجل بارك بها هذه الأمة وأوصى بها الذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله لا تغضب؛ لأنه يعلم من حال هذا الرجل - والله أعلم - أنه كثير الغضب، ولهذا أوصاه بقوله: «لا تغضب»، وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو طبيعة من طبيعة الإنسان، ولكن المراد: املك نفسك عند الغضب بحيث لا تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب؛ لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم، فلهذا تجده تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه، وربما يذهب شعوره بسبب الغضب، وتكون أشياء لا يحمد عقباها ، وربما يندم ندما عظيمًا على ما حصل منه، فلهذا أوصاه النبي ﷺ بهذه الوصية، وهي وصية له ولمن كان حاله مثل حاله.
ما يؤخذ من الحديث أنه ينبغي للمفتي والمعلم أن يراعي حال المستفتي وحال المتعلم، وأن يخاطبه بما تقتضيه حاله، وإن كان لو خاطب غيره فخاطبه بشيء آخر.
تعليقات
إرسال تعليق