كيفية ربط الطفل منذ الصغر بالقيمة الصحيحة السليمة ؟
سنتحدث عن كيفية ربط الطفل منذ الصغر بالقيمة الصحيحة السليمة، والتي تعني أن يكون الطفل متوازناً ومتعاوناً ومحباً للخير والجمال والحق. إن تربية الطفل على هذه القيمة تتطلب من الأهل والمربين جهداً وصبراً وحكمة، فالطفل يتأثر بما يرى ويسمع ويشعر من حوله، ويحتاج إلى توجيه وإرشاد وتشجيع لبناء شخصيته وهويته.
وفيما يلي بعض النصائح التي تساعد على ربط الطفل منذ الصغر بالقيمة الصحيحة السليمة:
- أن يكون الأهل قدوة حسنة للطفل في كلامهم وسلوكهم وتعاملهم مع الآخرين، فالطفل يقلد ما يرى من أقرب الناس إليه، وإذا شعر بأن أهله يحترمون قيمهم ومبادئهم ولا يخالفونها، فسيتعلق بها ويحافظ عليها.
- أن يثق الأهل بالطفل ويشعروه بأنه محبوب ومقدر ومقبول كما هو، فهذا يزيد من ثقته بنفسه وبقدراته، ويجعله يشعر بالأمان والانتماء، ولا يبحث عن التقدير من مصادر خارجية قد تؤثر سلباً على قيمه.
- أن يشارك الأهل الطفل في اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بحياته، مع مراعاة عمره وقدراته، فهذا يعزز من استقلالية الطفل ومسؤوليته، ويجعله يدرك أن لكل قرار نتائج وعواقب، وأن عليه اختيار ما يتوافق مع قيمته.
- أن يحثَّ الأهل الطفل على التعبير عن رأيه وشعوره بصدق ووضوح، دون خوف أو خجل، مع احترام رأي الآخرين، فهذا يساعد على تطوير مهارات التواصل لدى الطفل، ويجعله يشعر بأن لديه صوتاً يستمع إليه، وأن لديه حق في المشاركة في المجتمع.
- أن يشجِّعَ الأهل الطفل على المشاركة في أنشطة تطوعية أو خيرية أو اجتماعية تخدم المجتمع، فهذا يزرع في نفس الطفل قيم التضامن والإحسان والتعاون، ويجعله يشعر بالفخر والسعادة بما يقدمه من خدمة ومساهمة.
- أن يربي الأهل الطفل على حب العلم والمعرفة والثقافة، ويوفرون له الفرص والموارد التي تساعده على تنمية مواهبه واهتماماته، فهذا يجعل الطفل يتطور باستمرار، ويكتسب مهارات جديدة، ويتعلم قيم الابتكار والإبداع.
- أن يحرص الأهل على تعزيز الروابط الأسرية بين أفراد الأسرة، ويخصصون أوقاتاً للتواصل والتفاهم والترفيه، فهذا يجعل الأسرة بيئة محبة وداعمة للطفل، ويجعله يشعر بالانسجام والتآزر مع أفرادها.
إن ربط الطفل منذ الصغر بالقيمة الصحيحة السليمة هو مشروع حياتي يستمر مع نمو الطفل وتغير ظروفه، ولا يقتصر على المنزل فقط، بل يشمل المدرسة والأصدقاء والمجتمع. لذا يجب على الأهل أن يكونوا دائماً على اتصال مع كل هذه الجهات، وأن يتابعوا تطورات الطفل، وأن يكونوا مستعدين لحل المشكلات التي قد تواجهه، وأن يكونوا صادقين معه في كل شيء. فبهذه الطريقة سيكون الطفل قادراً على تحقيق التوازن بين قيمته وحاجاته، وسيكون سعيداً وناجحاً في حياته.
كيفية تربية الطفل منذ الصغر بالقيمة الاسلامية
إن تربية الطفل على القيمة الاسلامية هي مسؤولية عظيمة تقع على عاتق الوالدين والمجتمع. فالطفل هو أمانة في أعناقهم، وهو ثمرة حبهم، وهو خليفة الله في الأرض. لذلك، يجب أن يحرص الوالدين على تنشئة طفلهما بطريقة ترضي الله وتسعد الطفل وتفيده في دنياه وآخرته.
ولتحقيق هذا الهدف، يجب أن يتبع الوالدين بعض الخطوات والأساليب التربوية التي تساعدهم على غرس القيمة الاسلامية في نفوس أبنائهم منذ صغرهم. ومن هذه الخطوات:
- القدوة الحسنة: فإن الطفل يتأثر بما يراه ويسمعه من والديه، فإذا رأى والده يصلي ويقرأ القرآن ويصدق ويحسن إلى الناس، وإذا رأى والدته تحجب وتستحي وتطيع زوجها وترحم جيرانها، فإن ذلك سينمي في قلبه حب الله ورسوله والإسلام، وسيحاول أن يقتدي بهما في كل شيء.
- التعليم والتثقيف: فإن الطفل يحتاج إلى أن يتعلم أصول دينه وشعائره وأخلاقه، فلا بد من تعويده على سماع القصص النبوية والإسلامية، وحفظ بعض الآيات والأحاديث والأدعية، وتعليمه كيفية الصلاة والزكاة والصوم والحج، وشرح له معاني ما يقوله ويفعله، وتوضيح له حكمة الشريعة في كل شرط وركن.
- التشجيع والثناء: فإن الطفل يحب أن يشعر بالاهتمام والتقدير من والديه، فإذا فعل خيرًا أو نجح في دراسته أو حفظ شيئًا من القرآن أو صلى بخشوع أو صام رمضان أو قام بأي عمل صالح، فلا بد من مدحه وشكره وتكريمه وإعطائه هدية أو مكافأة تشجعه على المزيد من التقدم.
- التوجيه والإصلاح: فإن الطفل قد يخطئ أو يقصر في بعض المواقف، فلا بد من تصحيح خطأه بحكمة ورفق، وإنذاره من عواقب ما فعله، وإرشاده إلى ما هو أفضل له، وتذكيره بآية أو حديث يدل على ذلك، دون اللجوء إلى العنف أو السب أو الشتم أو الإهانة، فإن ذلك يؤثر سلبًا على نفسيته وشخصيته.
- الحوار والاستماع: فإن الطفل يحتاج إلى أن يتحدث مع والديه عن ما يشغل باله أو يقلقه، فلا بد من إعطائه فرصة للتعبير عن رأيه أو شعوره أو سؤاله، والاستماع إليه بصدر رحب، والرد عليه بأسلوب ودي ومقنع، والاستفادة من ما يقوله لزيادة ثقافته ووعيه وإيمانه.
وبهذه الطرق وغيرها، يمكن للوالدين أن يربوا طفلهما على القيمة الاسلامية، وأن يجعلوه طفلا صالحًا مؤمنًا متعلمًا مفيدًا لنفسه ولأمته وللإنسانية جمعاء.
ماهي الوسائل لتوفير محيط جيد لتربية الطفل منذ الصغر على القيم؟ هذا هو السؤال الذي يشغل بال كل أب وأم يريدان تنشئة أبنائهم على أسس سليمة ومبادئ راقية. في هذا المقال، سنحاول تقديم بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدك في تحقيق هذا الهدف.
أولاً، يجب أن ندرك أن الطفل هو مرآة لأهله ومحيطه. فهو يتأثر بكل ما يرى ويسمع ويشعر به منذ لحظة ولادته. لذلك، يجب أن نحرص على توفير بيئة آمنة ومحبة ومشجعة له، تمنحه الثقة بنفسه والاحترام للآخرين. كما يجب أن نكون قدوة حسنة له في كلامنا وسلوكنا وتعاملنا مع الناس.
ثانياً، يجب أن نولي اهتماماً كبيراً لتعليم الطفل القيم الأخلاقية والدينية التي نؤمن بها. فالطفل يحتاج إلى معرفة ما هو الصواب والخطأ، وما هي حدوده وحقوقه وواجباته. لذلك، يجب أن نستغل كل فرصة لتوجيهه وتثقيفه وتذكيره بالأمور التي تزيد من قيمته كإنسان. كما يجب أن نشجعه على ممارسة العبادات والصلاح والبر بالوالدين والأقارب والجيران.
ثالثاً، يجب أن ندعم الطفل في تطوير مواهبه وإبداعاته. فكل طفل لديه قدرات خاصة به، سواء كانت فكرية أو فنية أو رياضية أو غير ذلك. لذلك، يجب أن نساعده على اكتشاف شغفه وإبراز مهاراته. كما يجب أن نثني عليه على جهوده وإنجازاته، ونحفزه على التحدي والتجربة والتعلم من الأخطاء.
إن تربية الطفل على القيم هي مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع. فلا يمكن لأحد أن يقوم بهذه المهمة بمفرده. لذلك، يجب أن نتعاون جميعاً في خلق محيط جيد للطفل، يزرع فيه حب الخير والجمال والحق.
تعليقات
إرسال تعليق