مَكْرُوهَاتُ الصَّلاةِ
مَكْرُوهَاتُ الصَّلاةِ تكره لِلمُصَلِّي أَن يَتْرُكَ سُنَّةٌ مِنْ سُنَنِ الصَّلاةِ المُتَقَدِّم ذِكْرُهَا، وَيُكْرَهُ لَهُ أَيْضاً مَا يَأْتي:
۱ - العَبَث بِثَوْبِهِ أَوْ بِبَدَنِهِ إِلا إِذَا دَعَتْ إِلَيْهِ الحَاجَةُ فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ لَا يُكْرَهُ: فَعَنْ مُعَيقِيبٍ قَالَ: في الصَّلاةِ فَقَالَ: الاَ تَمْسَحَ الحَصَا وَأَنْتَ تُصَلِّي فَإِنْ كُنْتَ لا سَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَنْ مَسْحٍ الحَصا بد فَاعِلاً فَوَاحِدَةً تَسْوِيَةُ الحَصَاءِ رَوَاهُ الجَمَاعَةُ. وَعَنْ أبِي ذَرُ أنَّ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ الصَّلاةِ فَإِنَّ الرَّحْمَةُ تُواجِهُهُ فَلاَ يَمْسَحَ الحَصَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَأَصْحَابُ السُّنَنِ، وَعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ﷺ قَالَ لِعَلاَمِ لَهُ يُقَالُ لَهُ يَسَارٌ، وَكَانَ قَدْ نَفَخَ فِي الصَّلاَةِ: تَرْبُ وَجْهَكَ لِلَّهِ» رَوَاهُ أَحْمَدُبِاسْنَادٍ جَيْدِ.
٢ - التَّخَصُّرُ في الصَّلاةِ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ الاخْتِصَارِ في الصَّلاةَ رَوَاهُ أبو دَاوُدَ وَقَالَ : يَعْنِي يَضَعُ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ .
٣ - رَفْعَ البَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ: فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: اليَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَرْقَمُونَ إِمَارَهُم إِلَى السَّمَاءِ فِي الصَّلاةِ أَوْ لَتَخَطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ، رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ .
٤ - النَّظَرُ إِلَى مَا يُلْهِي : فَعَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلامُ فَقَالَ: خَلَتْنِي أَعْلامُ هَذِهِ اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهم (٢) وَأتُونِي بِأَنْبِجَانِيْتِهِ (۳) رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالبُخَارِي .وروى البُخَارِيُّ عَنْ أَنَس قَالَ : كَانَ قِرَامٌ لِعَائِشَةَ (٤) سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِها ، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ ﷺ : أَمِي فِي قِرَامَكِ؛ فَإِنَّهُ لَا تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرُضُ لِي فِي صَلاتِي، وَفِي هَذَا الحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى أَنْ اسبات الخط المَكْتُوبِ فِي الصَّلاةِ لا يُفْسِدُهَا.
ه - تغميض العينين: كَرِهَهُ البَعْضُ وَجَوْزَهُ البَعْضُ بِلاَ كَرَاهَةٍ وَالحَدِيثُ المَرْوِي فِي الكَرَامَةِ لَمْ يَصِحٌ . قَالَ ابْنُ القَيمِ وَالصَّوَاب أَنْ يُقَالَ : إِنْ كَانَ تَفْتِيحُ العَيْنِ لا يُخِل بالخشوع فَهُوَ أَفْضَلُ وَإِنْ كَانَ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الخُشُوعِ لِمَا فِي قِبْلَتِهِ مِنَ الزَّحْرَفَةِ وَالتَّزْوِيقِ أَوْ غَيْرِهِ مِمَّا يُشَوِّشُ عَلَيْهِ قَلْبَهُ، فَهُنَاكَ لا يُكْرَهُ التَّعْمِيضُ قطعاً وَالقَوْلُ بِاسْتِحْبَابِهِ فِي هَذَا الحَالِ أَقْرَبُ إِلَى أُصُولِ الشَّرْعِ وَمَقَاصِدِهِ مِنَ القَوْلِ بِالْكَرَاهَةِ.
٦- الإِشَارَةُ بِاليَدَيْنِ عِنْدَ السَّلَامِ : فَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النبي ﷺ فَقَالَ: «مَا بَالُ هَؤُلاءِ يُسَلِّمُونَ بِأَيْدِيهِمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلِ شُمُس (٥) إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَضعَ يَدَهُ عَلَى فَخِلِهِ ثُمَّ يَقُولُ: السّلامُ عَلَيْكُمْ السّلامُ عَلَيْكُمْ رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ وهُذَا لَفْظُهُ.
٧- تَغْطِيَةُ الغَم وَالسَّدْلُ : فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنِ السِّدْلِ فِي الصَّلَاةِ، وَأَنْ يُغَطِّي الرَّجُلُ فَاهُ ، رَوَاهُ الخَمْسَةُ وَالحَاكِمُ. وَقَالَ : صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٌ. قَالَ الخطابي : السَّدْلُ إِرْسَالُ التَّوْبِ حَتَّى يُصِيبَ الأَرْضَ وَقَالَ الكَمَالُ بْنُ الهُمَامِ : وَيَصْدُقُ أَيْضاً عَلَى لبس القبَاءِ مِنْ غَيْرِ إِدْحَالِ اليَدَيْنِ فِي كُمِّهِ.
_________-_________-__________
(1) الخميصة: هي كساء من خز أو صوف معلم.
(٢)أبو جهم: هو عامر بن حذيفة.
(۳ ) الانبجانية : كساء غليظ له وير ولا علم له. وأبو جهم كان قد أهدى النبي ﷺ الخميصة فردها وطلب أنبجانيته بدلها جبراً لخاطره.
(٤) كان قرام لعائشة أي ستر رقيق.
(٥) الشمس: جمع شموس .النفور من الدواب.
(1) الخميصة: هي كساء من خز أو صوف معلم.
(٢)أبو جهم: هو عامر بن حذيفة.
(۳ ) الانبجانية : كساء غليظ له وير ولا علم له. وأبو جهم كان قد أهدى النبي ﷺ الخميصة فردها وطلب أنبجانيته بدلها جبراً لخاطره.
(٤) كان قرام لعائشة أي ستر رقيق.
(٥) الشمس: جمع شموس .النفور من الدواب.
٨- الصَّلاةُ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ فَمَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا وُضِعَ العَشَاءُ وَأَقِيمَتِ الصَّلاةُ فَابْدَؤُوا بِالعَشَاءِ» (١) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِم. وَعَنْ نَافِعِ أَنْ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يُوضَعُ لَهُ الطَّعَامُ وَتْقَامُ الصَّلاةُ فَلا يَأْتِيهَا حَتَّى يَفْرَعَ وَإِنَّهُ يَسْمَعُ قِرَاءَةَ الإِمَامِ، رَوَاهُ البُخَارِيُّ. قَالَ الخطابي إنَّمَا أمَرَ النَّبِيُّ أنْ يُبْدَأَ بِالطَّعَامِ لِتَأْخُذَ النَّفْسُ حَاجَتَهَا مِنْهُ فَيَدْخُلَ المُصلي في صَلاتِهِ وَهُوَ حقوقها. ساكِنُ الجَأَشِ لَا تُنَازِعُهُ نَفْسُهُ شَهْوَةَ الطَّعَامِ فَيُعْجِلُه ذَلِكَ عَنْ إِثْمَامِ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا وَإِيفَاءِ حقوقها.
۹ - الصَّلاةُ مَعَ مُدَافَعَةِ الأَخْبَتَيْنِ (٢) وَنَحْوِهِمَا مِمَّا يَشْغَلُ القَلْبَ : لِمَا رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتَّرْمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ عَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ النَّبِيُّ ﷺ قَالَ: ثَلاث لاَ تَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَهُنَّ لَا يَؤُمُ رَجُلٌ قَوْماً فَيَخُصُ نَفْسَهُ بِالدُّعَاءِ دُونَهُمْ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ خَانَهُمْ (۳) وَلَا يَنظُرُ فِي قَعْرِ بَيْتٍ قَبْلَ أَنْ يَسْتَأْذِنَ، فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ دَخَلَ (٤) وَلَا يُصَلِّي وَهُوَ حَاقِنٌ (٥) حَتَّى يَتَخَفْفَ». وَعِنْدَ أَحْمَدَ وَمُسْلِمٍ وَأَبِي دَاوُدَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله ﷺ يَقُولُ: الاَ يُصَلِّي أَحَدٌ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلَا هُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَتَانِ».
١٠ - الصَّلَاةُ عِنْدَ مُغَالَبَةِ النَّوْمِ: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ؛ فَإِنَّهُ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسْب نَفْسَهُ رَوَاهُ الجَمَاعَةُ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «إِذَا قَامَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَاسْتَعْجَمَ القُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ (۱) فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ فلْيضْطَجِعْ رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ.
11 - الْتِزَامُ مَكَانِ خَاص مِنَ المَسْجِدِ لِلصَّلاَةِ فِيهِ غَيْرَ الإِمَامَ: فَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شِبْلٍ قَالَ : «نَهَى رَسُولُ اللهِ ﷺ عَنْ نَفْرَةِ الغُرَابِ وافْتِرَاشِ السَّبْعِ، وَأَنْ يُوَطْدَ الرَّجُلُ المَكَانِ في المَسْجِدَ كَمَا يُوطنُ البَعِيرُ» (٧) رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ وَالحَاكِمُ وَصَحْحَهُ.
_______________________________________________
(۱) قال الجمهور: يندب تقديم تناول الطعام على الصلاة إن كان الوقت متسعاً وإلا لزم تقديم الصلاة. وقال ابن حزم وبعض الشافعية: يطلب تقديم الطعام وإن ضاق الوقت.
(۲) مع مدافعة الأخبثين: أي البول والغائط.
(۳) هذا في الدعاء الذي يجهر فيه الإمام ويشارك فيه المؤتمرون، بخلاف دعاء الشر الذي يخص به الإمام نفسه فإنه لا يكره.
(٤) فقد دخل: أي حكمه حكم الداخل بلا إذن.
(٥) وهو حاقن أي حابس للبول. (٦) فاستعجم القرآن على لسانه أي اشتد عليه النطق لغلبة النوم. (۷) يجعل له مكاناً خاصاً كالبعير لا يبرك إلا في مكان خاص إعتاده.
تعليقات
إرسال تعليق