أسباب ضعف المناعة بعد كرونا
تأثير فيروس كورونا كوفيد 19 على الجهاز المناعي.بعد الإصابة، يمكن للمضيف توليد مناعة تكيفية ضد الفيروسات التاجية عن طريق تنشيط خلايا T وخلايا B معينة. مناعة الأشخاص الأصحاء ضد الفيروسات التاجية الأربعة (229E، OC43، NL63، HKU1) التي تسبب نزلات البرد يمكن أن تستمر فقط حوالي نصف عام إلى عام، وبعد ذلك قد يصابون بنفس الفيروس مرة أخرى. يتم إنتاج الأجسام المضادة ضد بروتين SARS-CoV في غضون ثلاثة أسابيع، في حين أن الوقت اللازم لإنتاج الأجسام المضادة في SARS-CoV-2 قد يكون أقصر. يتغير عيار الأجسام المضادة لدى مرضى السارس بمرور الوقت. وجدت العديد من الدراسات التي تتبعت نوبات مرض السارس أن استجابات الأجسام المضادة للالتهابات وخلايا الذاكرة B انخفضت بشكل ملحوظ بعد عدة سنوات. وفي المقابل، يمكن للجسم الحفاظ على خلايا الذاكرة التائية لفترة أطول. ومع ذلك، قد تختلف مدة المناعة من شخص لآخر، حيث وجدت الدراسات أن بعض المرضى لا يزال لديهم أجسام مضادة يمكن اكتشافها بعد إصابتهم بالسارس قبل أكثر من عقد من الزمن. تختلف مدة بقاء الأجسام المضادة التي تنتجها عدوى فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وفقًا لشدة الأعراض، فبعد عامين من الإصابة، تكون عيارات الأجسام المضادة لدى المرضى ذوي الحالات الشديدة أعلى بكثير من تلك الموجودة لدى المرضى المعتدلين [1].
بالإضافة إلى المخاطر الطبية المباشرة والخوف من الإصابة بفيروس كوفيد-19، قد تؤدي تدابير التباعد الاجتماعي إلى تفاقم مشكلات الصحة العقلية التي تؤثر على الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
في الأيام الأولى للوباء، تم إجراء عدد من الدراسات صغيرة النطاق حول المظاهر السريرية لكوفيد-19 لدى الأشخاص المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، وأظهرت هذه الدراسات أن المظاهر السريرية لكوفيد-19 لدى الأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية كانت متشابهة إلى المظاهر السريرية. المظاهر لدى الأشخاص المصابين، خاصة إذا كانوا يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية وتمكنوا من قمع الفيروس. ومع ذلك، تظهر البيانات العالمية التي جمعتها منظمة الصحة العالمية من حوالي 350 ألف مريض في 38 دولة أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية هم أكثر عرضة للمعاناة من مرض شديد والوفاة بسبب كوفيد-19. ووجد التحليل أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية كانوا أكثر عرضة بنسبة 38% للإصابة بمرض شديد والوفاة بسبب كوفيد-19 مقارنة بالأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. غالبًا ما يواجه الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية محددات اجتماعية سلبية للصحة والعوامل الهيكلية التي قد تزيد من تعرضهم لـ SARS-CoV-2. ومن بين هؤلاء الأفراد، كان هناك أيضًا ارتفاع معدل انتشار بعض الأمراض المصاحبة المرتبطة بالنتائج الأكثر سلبية لكوفيد-19، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة وارتفاع ضغط الدم. بالإضافة إلى ذلك، يرتبط انخفاض عدد خلايا CD4 T بالإصابة المتقدمة بفيروس نقص المناعة البشرية، وقد أظهرت الدراسات الوبائية المتعددة أن هذه المجموعة الفرعية من الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية هم أكثر عرضة لدخول المستشفى والموت بسبب كوفيد. -19.
على الرغم من أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بمرض كوفيد-19 الوخيم، فإن ضمان حصول هؤلاء الأفراد على العلاج الفعال المضاد للفيروسات القهقرية وخدمات الرعاية الصحية الأخرى التي يحتاجون إليها سيساعد في تقليل هذا الخطر.
تشير الأبحاث الحالية حول فعالية لقاحات كوفيد-19 لدى الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين لديهم عدد مرتفع من خلايا CD4 T والذين يتلقون العلاج المضاد للفيروسات القهقرية، إلى أن غالبية هؤلاء الأشخاص يفرزون أجسامًا مضادة.
لقد أظهروا استجابات مناعية خلوية بمستويات مماثلة لتلك التي لوحظت لدى الأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، مما يشير إلى أن لقاحات كوفيد-19 الموصى بها حاليًا آمنة ووقائية لهذه الفئة من السكان. ومع ذلك، تشير بعض البيانات
تشير نتائج هذه الدراسات إلى أن الأفراد الذين لديهم عدد منخفض من خلايا CD4 T (أي أقل من 200 / مم 3) أو الذين لا يعانون من كبت فيروس نقص المناعة البشرية لديهم استجابة مناعية أقل للقاح كوفيد-19. وبالإضافة إلى ذلك، فمن الممكن
تضعف استجابات الأجسام المضادة بسرعة أكبر بعد التطعيم مقارنة بالأشخاص الذين لديهم أعداد أكبر من مجموعات الخلايا المتمايزة 4 (CD4 T).
وقد أجريت في وقت مبكر من الجائحة عدة دراسات على نطاق محدود بشأن المظاهر السريرية لكوفيد-19 عند المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، وأشارت هذه الدراسات إلى أن المظاهر السريرية لكوفيد-19 عند الأشخاص غير المصابين بفيروس العوز المناعي البشري مماثلة للمظاهر السريرية عند المصابين به، خاصة إذا كان هؤلاء يتلقون علاجا بمضادات الفيروسات القهقرية وحققوا الكبت الفيروسي. بيد أن البيانات العالمية التي جمعتها منظمة الصحة العالمية ("المنظمة") من نحو 350000 مريض من 38 بلدا تشير إلى أن الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري معرضون أكثر من غيرهم للإصابة بالمرض الوخيم والوفاة بسبب كوفيد-19. وقد خلص هذا التحليل إلى أن احتمال الإصابة بالمرض الوخيم والوفاة بسبب كوفيد-19 يزيد بنسبة 38٪ عند الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري مقارنة مع غير المصابين به. وكثيرا ما يواجه الأشخاص المصابون بفيروس العوز المناعي البشري محددات اجتماعية صحية وعوامل هيكلية سلبية قد تؤدي إلى زيادة تعرضهم لفيروس كورونا -سارس-2. ويسجل في أوساط هؤلاء الأشخاص كذلك انتشار مرتفع لبعض الأمراض المصاحبة المرتبطة بحصائل كوفيد-19 الأكثر سلبية، مثل الأمراض القلبية الوعائية والسكري والأمراض التنفسية المزمنة وارتفاع ضغط الدم. وبالإضافة إلى ذلك، يرتبط انخفاض عدد خلايا عنقود التمايز 4 (CD4 T) بالإصابة بفيروس العوز المناعي البشري في مرحلة متقدمة، وتشير العديد من الدراسات الوبائية إلى أن هذه الفئة الفرعية من الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري أكثر عرضة لدخول المستشفى والوفاة بسبب كوفيد-19[6].
وعلى الرغم من زيادة احتمال الإصابة بمرض كوفيد-19 الوخيم في أوساط الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، فإن الحرص على حصول هؤلاء الأشخاص على العلاج الفعال المضاد للفيروسات القهقرية وغيره من خدمات الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها سيساعد على تقليل هذا الخطر إلى الحد الأدنى.
تشير الدراسات المتاحة حاليا عن فعالية لقاحات كوفيد-19 عند الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعي البشري ممّن لديهم عدد مرتفع من خلايا عنقود التمايز 4 (CD4 T) ويتناولون علاجا بمضادات الفيروسات القهقرية إلى أن معظم هؤلاء الأشخاص يفرزون الأجسام المضادة ويظهرون استجابة مناعية خلوية بمستويات مماثلة للمستويات الملحوظة عند الأشخاص غير المصابين بفيروس العوز المناعي البشري، مما يشير إلى أن لقاحات كوفيد-19 الموصى بها حاليا مأمونة وتوفر الحماية بالنسبة لهذه الفئة من السكان. ومع ذلك، تشير بعض البيانات المستقاة في هذه الدراسات إلى أن أفرادا لديهم عدد منخفض من خلايا عنقود التمايز 4 (CD4 T) (أي أقل من 200/mm3) أو لا يتمتعون بكبت فيروسي لفيروس العوز المناعي البشري أظهروا استجابة مناعية منخفضة إزاء لقاحات كوفيد-19. وعلاوة على ذلك، قد تتضاءل استجابات الأجسام المضادة بعد التطعيم بشكل أسرع مقارنة مع الأشخاص الذين لديهم عدد أعلى من خلايا عنقود التمايز 4 (CD4 T).
تعليقات
إرسال تعليق