سورة الإنشقاق
سورة الانشقاق مكيّة وآياتها خمس وعشرون آية، وأهم موضوعاتها وصف نهاية الدُّنيا، وسعي الإنسان في الحياة، ولقاؤه لربه في الآخرة، وجزاؤه، والحساب اليسير لأهل اليمين والعسير لأهل الشمال، وعذابهم، واختلاف أحوالهم، وتكذيبهم للقرآن، وعقابهم وأجرُ المُؤمنين .
معاني المفردات
السَّمَاءُ أَنشَقَّتْ : انْصَدَعتْ عِند قيام السّاعةِ . وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا : استمعت، وانقادت له تعالى . وَحُقَّتْ :حق عليها الاستماع والانقياد .
الْأَرْضُ مُدَّتْ : بسطت، سويت كمد الأديم . وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا : لفظت مَا في جوفها من الموتى . وتحلَّتْ : خَلَت عَنْه غاية الخلو .
كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ : جَاهِدٌ فِي عَمَلكَ إِلَى لقاء ربك . فَمُلَقِيهِ : فملاق - لا محالة - جزاء عملك .
يدعوا ثبُورًا : يُنادي بالويل والهلاك . وَيَصْلَى سَعِيرًا : يَدْخِلُ نَاراً مُشتعلة يُقاسي عذابها .
إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا : لأنه كَانَ فِي الدُّنيا مَسْرُوراً مَع أَهْلِهِ غَافِلاً عَنْ طاعة ربه لا يُفكر في الآخرة. (١٤) أَن يَحُور : لن يرجع إلى ربه .
بَلَى : سيعيده الله بعد موته . إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ. بَصِيرًا : إن الله مطلع على العباد (١٦) بِالشَّفَقِ : حمرة الأفق بعد الغروب. وَسَقَ : جمع.
اتَّقَ: تكامل نوره . لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طبق : التلاقن أحوالا متطابقةً فِي الشدّةِ .
يُوعُونَ : يُضمرون مِن عَداوة .أَجْرُ غَيْرُ مَمْنُونٍ : لَهُم ثواب الرسول والمؤمنين . دائم في الآخرة .
تفسير الآيات
إذا السماء تشققت وتصدّعت وسمعت لربها وأطَاعَت، وجدير بها أن تسمع وتطيع. وإذا الأرضُ زِيدت سعة بدك جبالها وإزالة آكامها وتغيّرت طبيعتها، وَرَمَت مَا بجوفها من الموتى والكنوز، وتخلت عنه . وانقادت لأمر ربها واستمعت، وحق لها ذلك .
يا أيها الإنسانُ : إِنَّكَ مُجِدٌ فِي عَمَلِك جَدًا يُوصلك إِلَى غَايتك، فملاق ربك بعملك، فيجازيك عليه . فأما مَنْ أعطى كتابه بيمينهِ فَسَوف يُحاسب حساباً يسيراً، ويرجع إلى عشيرته مِنَ المُؤمِنين مبتهجاً . وأمّا مَنْ أوتي كتابه بشمالِهِ مِنْ وراء ظَهْرِهِ تحقيراً لأمْرِهِ، فسوف يُصبح مُتمنياً هلاك نَفْسه ويدخل جهنّم يحترقُ بَنَارِها .
إِنَّهُ كَانَ بَيْنَ أهله في الدنيا مسروراً بما أوتيه، لاهياً عن العمل العاقبته، إنّه ظنّ أَنْ لن يَرْجِعَ إِلَى اللَّهِ فَيُحاسبه . بل سيرجع ويُحاسب، إنّ ربَّه كَانَ بهِ وبأعمالِهِ بَصِيراً .
فأقسمُ قَسَماً مُؤكداً بحمرة الأفق بعد الغروب والليل، ومَا جَمَعَ ولفَّ فِي ظُلمته مِنَ النَّاس والدواب وغيرها والقمر إذا تكامل وتم نوره، لتلاقن حَالاً بعد حالٍ، بَعْضها أشدّ مِنْ بعض مِنَ الموت والبعث وأهوال القيامة .
فأي شيء لهؤلاءِ الجَاحِدين يَمنَعهم مِنَ الإِيمَانِ بالله والبعث بعد وضوح الدلالة على وجوبه . وإِذَا سَمِعوا آيات القرآن لا يسجدون ولا يخضعون، بل هؤلاء - لكفرهم - يكذبون عناداً وتعالياً عن الحقِّ . والله أعلم بما يُضمرون في قلوبهم. فبشرهم بعذاب أليم مستهزئاً بهم . لكن الَّذِينَ آمَنوا وعملوا الصالحات لهم عند الله أجر غير مقطوع عنهم ولا محسوب عَلَيْهِم .
من هدي الآيات
١ - الحديث عَنْ مقدمات البعث والجزاء في انقلاب الكون .
- حتمية لقاء الإنسانِ ربُّه .
- كل إنسان مكلف بالعقل وبالبلوغ عاقل بالغ فهو عامل وكاسب لا محالة إلى أن يموتَ ويَلْقى ربه.
- المؤمنون يُحاسبون حِسَاباً يسيراً ويفوزون، أما مَنْ نُوقش الحساب فَقَد هَلَكَ وعُذِّب لأنه لا يَمْلكُ حجة ولا عُذراً .
ه - الإنسان مقبلُ عَلَى أحوال وأهوال إلى أن ينتهي إلى جنة أو نار .
تمت بحمد الله سورة الانشقاق
تعليقات
إرسال تعليق