سورة الليل
سورة الليل مكية وآياتها إحدى وعشرون آية، وأهم أغراضها القسم الإلهي، وإختلاف عمل الناس وهم فريقان: فريق ميسر لليسرى، وفريق ميسر للعسرى، وهداية الله الناس وإنذاره لهم ، وعذاب الكافر، وثواب التقي .
معاني المفردات
الْبَلَدِ : مكة المكرمة . حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ : وأنتَ يَا مُحمد مُقيم . وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ : آدَمَ ، وجميع ذُريته، أو الصالحين منهم . فِي كَبَدٍ : فِي تعب ومشقة . أَيَحْسَبُ : أيظن .
أَهْلَكْتُ مَالًا لُّبَدًا : أنفقت مالاً كثيراً . وَهَدَيْنَهُ النَّجْدَيْنِ : بين الله له طريق الخير والشر .
فَلَا أَقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ : فهلا جاهد نَفْسَه فِي أَعْمَالِ الخير وأنْفَقَ مَالَه فيما يُفيد وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ : مَا أعلمك ما إقتحام العقبة ؟ وفي ذلك تعظيم وتهويل لشأنها .
فَكُ رَقَبَةٍ : عتق العبيد في سبيل الله . فِي يَوْمِ ذِي مَسْغَبَةٍ : في يوم به مَجَاعَة . يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ : يتيماً بينك وبينه قرابة . مِسْكِينا ذا متربة : فقيراً بائِساً .
بِالْمَرْحَمةِ : بالرحمة والشفقة . أَصْحَبُ المَيْمَنَةِ : أصحاب الجنة .
أَصْحَابُ الْمَشْئمَةِ : أهل النار . مُوْصَدَةٌ : مُغْلَقةٌ .
من أسباب النزول
( مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ) نَزَلَتْ فِي أبي بكر الصديق - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - كَانَ يَشْتَرِي الضعاف مِنْ العبيد فيعتقهم - يُحررهم مِنَ العبودية - ابتغاء وجه اللهِ ، وَمِنهم : بلال بن رباح الَّذِي كَانَ يُعَذِّب ليترك الإيمان بالله، ولكنه تحمّل وصبر حتى اشتراه أبو بكر وأعتقه ، فَقَالَ المشركون : ما فعل أبو بكر ذلك إلا الفضل كَانَ لبلال عليه .
تفسير الآيات
أقسم بالليل حين يعم ظلامه، وبالنَّهارِ إِذَا سَطَعَ نُوره ، باللهِ الَّذِي خَلَقَ الصنفين الذكر والأُنثى مِنْ كُلِّ مَا يَتوالد .
إِنَّ سعيكم لمختلف، فمنه ما يسعد به الساعي، ومنه ما يشقى به . فَأَمَّا مَنْ أَنْفَقَ في سبيل الله ، وخاف ربه فاجتنب محارمه، وأيقن بالفضيلة الحسنى، وَهِيَ الإِيمَانُ باللهِ عَنْ علم ، فَسَنُهيئه للخصلة التي تُؤدي إِلَى يُسرِ وراحة بتوجيهه إلى طريق الخير .
وأما من بخل بمالهِ فَلَم يُؤد حق الله فيه ، واستغنى به عما عِندَ اللهِ ، وكذب بالخصلة الحسنى فستهيئه للخصلة التي تؤدي إلى العسر والشقاء الأبدي .
ولا يُفيده ماله وغناه إذَا هَلَك وسقط في النَّارِ. إن علينا بمقتضى حكمتنا أن نبين للخلق طريق الهدى .
وإنّ لنا جميع مَا فِي الدُّنيا والآخرة تتصرف به بمشيئتنا ، فَمَن طلبهما مِنْ غَيْرِنا فَقَد أخطأ . فحذرتكم وخوفتكم مخالفة أمري أيُّها الناس بنار جهنم التي تتوقد وتلتهب، لا يَدْخُلُها ولا يحترق بنارها إلى الأبد إلا الشقي الكافر كأبي جهل وأمية بن خلف، وأما الفاسق وإن دخلها فلا يستمر فيها .
من هدي الآيات
۱ - بيان عظمة الله وقدرته وعلمه الموجبة لعبادته وحده دون سواه .
٢ - تقرير القضاء والقدرِ وَهُو أنَّ كلّ إنسانٍ ميسر لما خلق له من سعادة أن شقاء لحديث رَسُولِ اللهِ ﷺ : اعملوا فكل ميسر لما خلق له حديث صحيح .
۳ - الله سبحانه متكفّل بطريق الهدى فأرسل الرسل وأنزل الكتاب، فأبان الطريق، وأوضح السبيل.
تفسير الآيات
لا يدخلها مخلّد فيها إلا الكَافِر الَّذِي كَذَّب بالحقِّ وأعْرضَ عَنْ آيَاتِ رَبِّهِ . وسيبعد عنها الأكثر خشية الله وإعراضاً عَنْ مَعَاصِيه ، الَّذِي يُعطى ماله في وجوه اليُسر يتطهر من رجس البخل ودنس الإمساك .وليس لأحدٍ عِندَ هَذَا المنفق من نعمة أو يد يُكافأ بها . لكن يُعطيها ابتغاء وجه ربّه الأغلى .
ولسوف ينالُ مِنْ رَبِّه مَا يَبتغيه على أكمل الوجوه حتى يتحقق له الرضا .
من هدي الآيات
۱ - الله وحده متكفّل بطريق الهدى، فأرسل الرسل وأنْزَلَ الكتاب .
٢ - لله تَعَالَى وَحْده الدُّنيا والآخرة ، فمن أرادهما أو إحداهما فليطلب ذَلِكَ مِنَ اللهِ بالإِيمَانِ واتباع السنن .
- للصحابي الجليل أبي بكر الصديق مكانة عظيمةٌ عِندَ رَبِّه وَهُو مبشَّر بالجنة في الآية الأخيرة :
وَلَسَوْفَ يَرْضَى .
تمت بحمد الله سورة الليل
تعليقات
إرسال تعليق