سورة الفجر

سورة الفجر مكية وآياتها ثلاثون آية، وأهم موضوعاتها القسم الإلهي في أولها، وضرب المثل مشركي مكة بما نزل من العذاب بأمم كذبت رُسلها، وموقف الإنسان من ربِّه إذا بسط عليه الرزق وإذا قلله، والرد على مشركي مكة، وعذابهم يوم القيامة، وثواب النفس المطمئنة .

معاني المفردات

 وَلَيَالٍ عَشْرٍ : العشر الأوائل من ذي الحجة . وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ : يوم النحر ويوم عرفة .  لِذِي حِجْرٍ : لصاحب عقل .  إِرَمَ : اسم جد قبيلة عاد . ذات الْعِمَادِ : الأبنية الرفيعة المحكمة بالعمدِ . وَثَمُودَ : قوم صالِحٍ عَلَيْهِ السلام . جَابُوا الصَّخْرَ : قَطَعوا الصخور ونحتوا فيها بيوتهم 

ذِي الْأَوْتادِ : صاحب الجيوش . سَوْطَ عَذَابٍ : ألواناً شديدة من العذاب . ابنلنه : اختبره  فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ : ضيقه عليه . أَهْنِ : يقولُ ذَلِك شاكياً مِنَ اللَّهِ مَع قلة صَبْره .

 وَلَا تَخَضُونَ : ولا يحثُ بعضُكم بعضاً . وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمَّا : وتأكلون ميراث النساء والصغار لا تُفرقون بين الحلال والحرام منه . حُبًّا جَمَّا : حبا كثيراً مع الحرص الشديد والبخل . وَالْمَلَكُ : الملائكة .

 صَفًّا صَفًّا : صفوفاً متتابعة . وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى : ولَن ينتفع بهذا التذكر .

يَقُولُ يَلَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي : يَا لَيْتَني قدمت عملاً صَالِحاً فِي الدنيا ينفعني لحياتِي البَاقِيةِ فِي الآخرة. وَلَا يُوثِقُ : لا يشدّ بالسلاسل والأغلال .

تفسير الآيات

 أقسم  بالفجر وضوء الصبح عند مطاردته الليل ، وبليال عشرٍ مُفَضَلَةٌ عِندَ اللهِ هِي العشر الأول من ذي الحجة، وبالزوج والفردِ مِنْ كُلِّ شيءٍ ، وبالليل إذ ينقضي بحركة الكون العجيبة . 

هل فيما أقسمتُ بِهِ مِنْ هَذِهِ الأشياء قسمٌ كَانَ لِذِي عقلٍ يَعْلَمُ أَنَّ مَا أقسم اللهُ بِهِ حقيق أن يقسم به؟! . ألم تعلم كيف أُنْزِلَ رَبُّكَ عِقابه بعادٍ ، قوم هود أهل إرم ذات البناء ؟ الرفيع  التي لم يُخلق ولم يُوجد مثلها في البلاد قوة و بطشاً وطُولاً ومتانة وضخامة بناء. وألم تَعلم كيفَ أنْزلَ رَبُّكَ عِقابه بثمود قوم صالح الَّذِينَ قطعوا الصخر من الجبال يبنون به القصور بالوادي ؟ 

وألم تعلم كيفَ أنْزِلَ رَبُّكَ عِقابه بفرعون وجنوده الكثيرون الَّذِينَ يشدّدن ملكه كما تشدّ الأوتاد الخيام ؟! . 

 الَّذِينَ تَجاوزُوا الحدودَ فِي البلاد، في ظلمهم - فأكثروا فيها الفساد بالكفر والظلم - فأنْزِلَ عَلَيهم ربُّك ألواناً ملهبة من العذاب، إن ربك ليرقب عمل الناس ... ويُحصيه عَلَيهم، ويُجازيهم .به . 

فأما الإنسانُ إِذَا مَا اختبره ربُّه فَأَكْرَمه ، ونعمه بالمال والجاه والقوة، فيقول مغترًا بذلِكَ ربّي فَضْلني لاستحقاقي لِهَذَا .وأما الإنسانُ إِذَا ما اختبره ربُّه بضيق الرزق فيقول : غَافِلاً عَنْ الحكمةِ فِي ذَلِكَ : رَبِّي أَهَانَنِي .

 ارتَدعوا فَلَيْسَ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُون، بلْ أنتم لا تكرمون اليتيم .ولا يحثّ بَعْضُكم بعضاً عَلَى إطعام المساكين ، وتأكلون المال الموروث أكلاً لما ، لا تميزون فيه بين ما يُحمد وما يُذم . وتُحبون المال حبا جما كثيراً ، (كلا) ارتدعوا عن هذا إذا دكت الأرض دعا متتابعاً أي : زُلزلت حتى يتهدم كل بناء عليها، فتصيرُ مُستوية .

وَجَاءَ رَبُّكَ مجيئاً يليق به سبحانه، وجاءت الملائكةُ صَفًّا صَفًّا .وجيء يومئذ بجهنم دار العذاب، ويوم يحدث ذلك يتذكر الإنسان ما فَرّط فيهِ ، وَمِن أين له الذكرى النافعة، وقد فَاتَ أوانها .

من هدي الآيات

۱ - فضل الليالي العشر مِنْ أولِ ذِي الحجة إلى العاشر منه . 

۲ - مظاهر قدرة الله في إهلاك الأمم الظالمة ، وقدرته عَلَى بَعْثِهِم وَحِسَابِهِم .

- التحذير من عذاب الله ونقمه .

- إكرام اليتامى والحض على إطعام الجياع مِنْ فقراء ومَسَاكِين طاعة لله .

ه - إعطاء المواريث لمستحقيها ذُكوراً أو إناثاً صغاراً أو كباراً .

 ٦ - المسلم لا يُؤثره حبّ المال، ولا يمنع الحقوق عَنْ أصحابها .

تفسير الآيات

 يقولُ نَادِماً : يا ليتني قدمت في الدُّنيا أعمالاً صَالِحة تنفعني لحياتي الآخرة .فيومئذ تكون هَذِهِ الأحوال ، لا يُعذب أحد كعذاب الله، ولا يُقيد أحد كقيده.

 ويُقال للنفس عند الموت : يا أيتها النّفس المتيقنةُ بالله المطمئنة بسبب ذكرِ اللهِ والرّضا بقضائه .

 ارجعي إلى ثواب ربك وتكريمه، راضية بالثوابِ، مَرْضيةً مِنْ  ِعندِ اللهِ بعملك الصالح . فادخلي في زمرة عبادي الصالحين، وادخلي جنتي دار النعيم المقيم .

من هدي الآيات

۱- اشتداد حسرةِ المفرطين في طاعةِ اللهِ ورسوله يومَ القيامةِ . 

٢ - تبشير النفس المطمئنة بالإيمَانِ وذكر اللهِ عِندَ الموتِ وعند البعث وعند الحساب

تمت بحمد الله سورة الفجر