سورة الطارق

سورة الطارق مكية وآياتها سَبْعُ عَشرة آيةً وأهم موضوعاتها أن كل نفس عليها رقيب مِنَ اللَّهِ الإحصاء أعمالها ومحاسبتها عليها يوم القيامة ، والاستدلال على البعث بالنشأة الأولى، والتنويه بالقرآن، و كيدهم لهُ وَهُم المكيدون .

معاني المفردات

والطَّارِقِ : قسم بالنجم الثاقب، يطلع ليلاً . الثَّاقِبُ : المضيء المتوهج .

إن كُلُّ نَفْسٍ : مَا كل نفسٍ ، لَا عَلَيْهَا : إِلا عَلَيْها . مَاء دَافِقٍ : من المني المتدفق .

 الصلب : ظهر كل من الرجل والمرأة. والترائب : من كل من الرجل والمرأة .

 تبلى السرائرُ : تكشف خبايا النفوس . ذَاتِ الرَّجع : المطر . 

 الصدع : النبات الذي ينشق عَنْه الأرض . إِنَّهُ لَقَوْلُ فَصْلٌ : إِنْ هَذا القُرآنَ فَاصل بين الحق والباطل .
فَمهْلِ الْكَفِرِينَ : لا تَسْتَعجل بالانتقام منهم . رويداً : قليلاً حتى يأتيهم العذاب .

من أسباب النزول :

 وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ... نَزَلَتْ فِي أبي طالب وذلك أنه أتى النبي ﷺ بخبز ولبن، فبينما هو جالس إذ انحط نجم فامتلأ ما هناك ناراً ، فَفَزع أبو طالب وقَالَ : أي شيءٍ هَذَا؟ قَالَ: «هَذا نجم رمى به، وهو آية من آيات الله، فعجب أبو طالب لذلك .

تفسير الآيات

أقسم بالسماء وبالنجم الذي يظهر ليلاً وأي شيء أعلمك حقيقة هذا النجم، هُوَ الَّذِي يَنْفَذُ ضوؤه في الظلام .  ما كلّ نفسٍ إلا عَلَيها حافظ من ربها ، موكّل بحراستها، وإحصاء أعمالها، وَهُم الملائكة الحفظة .  فليفكر الإنسانُ مِنْ أي شيءٍ خُلق؟ خُلق الإنسانُ مِن مَاء (مَني) مُتَدفق ، يخرجُ هَذَا الماءُ مِنْ بين الصلب وعظام الصدرِ مِنَ الرجل والمرأة (الصلب هو منطقة العمود الفقري، والترائب هي عظام الصدر) . 

 إِنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقه ابتداءً لقادرٌ عَلَى إعادة خَلْقِه بعد موته . يومَ تُمتحن الضمائر، ويُميز بين ما طَابَ مِنها وما خَبث .

 فما للإنسانِ فِي ذَلِكَ الوقتِ من قوة ذاتية ولا خارجية يمتنع (يختمي) بها ، ولا نَاصِرَ يَنتصرُ بِهِ . وأقسم بالسماءِ ذات المطرِ الَّذِي يَرْجع إليها بالتبخر مِنَ الأرض، وبالأرضِ الَّتي تَتَصَدعُ أو تتشققُ عِند خروج النّبات فيها ،  إِنَّ القُرآنَ لقول يفصل بين الحق والباطل ، كأَنّه الفصلُ نَفْسه ، ولَيْسَ هُوَ باللهو ولم يَنْزِل باللعب .

 إنَّ المكذبين بالقُرآنِ يَمْكُرُون الكافرين، أمهلهم إنهالاً قريباً حتى أمرك فيهم بأمرٍ حاسم .

من هدي الآيات

۱ - تقرير المعاد والبعث والجزاء .
٢ - إن أعمال العباد محصيّة محفوظة وأن الحساب يجري بسببها .
- بيان ممّا يتكون الإنسان، ومصدر تكوين مادته .
٤ - التحذير من إخفاء الشرِّ والباطل ، وإظهار خلاف ما في الضمائر .
ه - القرآن قول فصل ليسَ فِيهِ مِنَ الباطل شيء.

تمت بحمد الله سورة الطارق