القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

 

من كرامات أم القرى

من كرامات أم القرى 

1- فضل مكة المكرمة على بقاع الأرض:

خلق الله تعالى فيما خلق كلا من المكان والزمان، وجعلهما أمرين متواصلين فلا يوجد مكان بلا زمان، ولا زمان بلا مكان، وكما فضل الله تعالى بعض الأفراد على بعض، فضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض.
فمن البشر فضل الله تعالى الأنبياء والمرسلين على بقية خلقه، وبين الأنبياء والمرسلين فضل بعضهم على بعض، فقال عز من قائل: *تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ* (البقرة 253).
ومن تفضيل الله تعالى لبعض الأماكن على بعض: فضل مكة المكرمة وحرمها الشريف على جميع بقاع الأرض، ثم فضل المدينة المنورة من بعد مكة المكرمة، وفضل بيت المقدس من بعد المدينة المنورة، كما جاء فى أحاديث رسول ﷺ.
وفى تفضيل بعض الأزمنة على بعض ماجاء من فضل يوم الجمعة على بقية أيام الأسبوع الذي وصفه المصطفى ﷺ بأنه "خير يوم طلعت عليه الشمس"، وفضل شهر رمضان المبارك على بقية أشهر السنة، ومن بعد رمضان يأتى فضل أشهر الحج ومن بعدها بقية الأشهر الحرم، كذلك فضل الله تعالى الليالى العشر الأواخر من رمضان على بقية ليالى السنة وجعل ليلة القدر أفضلها على الإطلاق، وجعلها خيرا من ألف شهر، وفضل الله تعالى الأيام العشرة الأوائل من ذي الحجة على بقية أيام السنة، وجعل أفضلها على الإطلاق يوم عرفة الذي قال المصطفىﷺ عن الدعاء فيه بأنه: "خير الدعاء يوم عرفة"، فإذا اجتمع فضل المكان وفضل الزمان تضاعفت البركات بإذن الله، وكذلك إذا اجتمع فضل زمانين كأن يصادف يوم عرفة يوم الجمعة مثلا، تضاعف الأجر إن شاء الله. ومن هنا كانت فريضة الحج على كل مسلم عاقل بالغ مستطيع ولو مرة واحدة فى العمر ، كي لا يحرم بركة المكان (مكة المكرمة) والزمان (الأشهر الحرم)، وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: *...وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا...* (ال عمران 97). 
ويقول المصطفى ﷺ: "لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا".

2- ومن فضائل مكة المكرمة: 

أن الله تعالى قد اختارها مكانا لأول بيت وضع للناس في الأرض، فقال عز من قائل: *إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ* (ال عمران 96).
3- مركزية مكة المكرمة للكون:
وفي ذلك يقول المصطفى ﷺ: " كانت الكعبة خشعة على الماء فدحيت منها الأرض". والخشعة أكمة لاطئة بالأرض، والجمع (خشع). ويروى عنه ﷺ قوله: "دحيت الأرض من مكة، فمدها الله تعالى من تحتها فسميت أم القرى"، وذكر كل من ابن عباس وابن قتيبة رضي الله عنهم أجمعين أن مكة المكرمة سميت باسم "أم القرى"؛ لأن الأرض دحيت من تحتها لكونها أقدم الأرض.
ويأتي العلم في أواخر القرن العشرين ليؤكد لنا أن أرضنا غمرت في مرحلة من مراحل خلقها غمرا كاملا بالماء، ثم شاءت إرادة الله تعالى أن يصدع قاع هذا المحيط الغامر بعدد من الخسوف الأرضية التي انبثقت منها ثورة بركانية عنيفة ظلت تلقي بملايين الأطنان من حممها فوق قاع هذا المحيط الغامر لتكون سلسلة جبلية فوق ذلك القاع، كانت أول قمة برزت منها فوق الماء هي أول يابسة تعرفها الأرض، وكانت على هيئة جزيرة بركانية صغيرة تشبه العديد من الجزر البركانية التي تملأ محيطات الأرض اليوم من مثل جزر اليابان والفلبين وإندونيسيا وهاواي، وكانت هذه الجزيرة الأولى هي أرض مكة المكرمة.
وباسنمرار النشاط البركانى نمت الجزيرة البركانية الأولية بالتدريج بواسطة عملية الدحو (أي الإضافة والنمو عن طريق الثورات البركانية المتلاحقة) حتى تكونت اليابسة على هيئة قارة واحدة تعرف باسم "القارة الأم".
ثم شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يمزق هذه القارة الأم بواسطة شبكة من الصدوع والخسوف الأرضية التي مزقتها إلى القارات السبع المعروفة لنا اليوم والتي استمرت في الزحف متباعدة عن بعضها البعض حتى وصلت إلى أوضاعها الحالية، ولا تزال تزحف إلى يومنا هذا وحتى نهاية لايعلمها إلا الله.
وفي كل الحالات ابتداء من اليابسة وهي قارة واحدة، وبعد تفتتها إلى القارات السبع وبقائها أقرب إلى بعضها البعض من أوضاعها الحالية، وهي في أوضاعها الحالية ظلت مكة المكرمة مركزا لليابسة. ولا تزال القارات السبع تتحرك ببطء إلى نهاية لا يعلمها إلا الله محتفظة بوسطية مكة المكرمة.
وفي محاولة علمية جادة لتحديد الاتجاهات الدقيقة للقبلة (أي إلى الكعبة المشرفة) من المدن الرئيسية فى العالم، وجد الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين (رحمه الله رحمة واسعة) أن مكة المكرمة تتوسط اليابسة، بمعنى أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية وزع توزيعا منتظما حول مكة المكرمة، وقد سبق أن أشار القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بقول الحق تبارك وتعالى مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله ﷺ: *وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* (الأنعام92 ).
وقوله سبحانه: *وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ* (الشورى 7).
وإذا جمعت هاتان الآيتان الكريمتان مع قول الحق تبارك وتعالى مخاطبا خاتم أنبيائه ورسله ﷺ: *وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ* (سبأ28).
اتضح لنا بجلاء أن المقصود (بأم القرى ومن حولها) هو الأرض جميعها.
كذلك أثبت الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين (رحمه الله رحمة واسعة) أن الأماكن التي تشترك مع مكة المكرمة في نفس خط الطول (َ817 ° 39) تقع جميعها على خط مستقيم يتجه إلى الشمال والجنوب الجغرافيين (الحقيقيين)، وهي ميزة يتفرد بها خط طول مكة المكرمة وامتداده في الجانب الآخر من الكرة الأرضية، ومعنى هذا الكلام أنه لايوجد انحراف مغناطيسي على امتداد خط طول مكة المكرمة، وهي ميزة ينفرد بها دون جميع خطوط الطول الأخرى، فهو مادفع الأستاذ الدكتور حسين كمال الدين إلى اقتراح خط طول مكة ليكون خط الطول الأساسي للكرة الأرضية، بدلا من خط طول جرينتش الذي فرضته الامبراطورية البريطانية على العالم بحد السيف، ودفعه أيضا (رحمه الله) إلى إعادة إسقاط خطوط الطول الأخرى بدءا من خط طول مكة المكرمة، وذلك لتماثل خطوط الطول حوله تماثلا مذهلا، ولميل خط طول جرينتش حوالى 8.5 درجة إلى الغرب.
ليس هذا فقط، بل إن تدبر آيات القرآن الكريم، واستقراء عدد من أقوال المصطفى ﷺ يشير إلى أن مكة المكرمة ليست فقط في مركز الأرض، بل هي في مركز الكون، وفي ذلك يروي مجاهد عن رسول الله ﷺ قوله: "إن الحرم حرم مناء من السماوات والسبع والأراضين السبع"،  (ومناء معناها قصده في حذاه)، وقد أثبتت دراسات علم الأرض وجود سبعة نطق متمايزة في أرضنا، يغلف الخارج منها الداخل، والكعبة المشرفة في مركز الأرض الأولى، ومن تحتها ست أرضين،  وحول الأرض سبع سماوات متطابقة يغلف الخارج منها الداخل، خاصة أن الدراسات الفلكية الحديثة قد أثبتت أن كوننا كون منحن، وهذه الملاحظة كافية للبرهنة على تطابق كل من السماوات السبع والأرضين السبع حول الكعبة المشرفة، من هنا كان حديث رسول الله ﷺ الذى سبقت الإشارة إليه، وقوله ﷺ:"البيت المعمور منا مكة"، ووصف ذلك البيت المعمور في حديث آخر بقوله ﷺ: "البيت المعمور بيت في السماء يقال له الضراح وهو بحيال الكعبة"، ويؤكد المصطفى ﷺ تلك الحقيقة بقوله الشريف: "يامعشر أهل مكة إنكم بحذاء وسط السماء".
ويشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بورود ذكر الأرض (على ضآلة حجمها) في مقابلة السماء (على ضخامة اتساعها) فى عشرات الآيات القرآنية، وبالإشارة إلى البينية الفاصلة للإرض عن السماوات في عشرين آية صريحة، وبجمع أقطار السماوات والأرض في سورة الرحمن مما يؤكد على مركزية الأرض بالنسبة إلى الكون، ولذلك قال ربنا تبارك وتعالى مخاطبا خاتم أتبيائه ورسله ﷺ: *وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* (الأنعام92 ).

4- اختيار الكعبة المشرفة قبلة للعابدين: 

من فضائل مكة المكرمة أن الله تعالى قد وضع فيها الكعبة المشرفة التي جعلها قبلة للعابدين من خلقه من لحظة الهبوط بكل من آدم وحواء عليهما السلام إلى الأرض، وحتى قيام الساعة.
وفى ذلك يقول ربنا تبارك وتعالى مخاطبا خاتم أنيائه ورسله ﷺ: *قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ* (البقرة: 144). 
5- ذكر مكة المكرمة المتكرر في القرآن الكريم:
أنها المدينة الوحيدة من جميع مدن الأرض في كتاب الله، كما ذكر حرمها الشريف 27 مرة وسميت باسمها سورة من سور القرآن الكريم هي (سورة البلد).
 6-أنها المدينة الوحيدة التي أقسم بها ربنا تبارك وتعالى في محكم كتابه، فقال عز من قائل: *لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ* (البلد 1).
والقسم هنا بالبلد الحرام وهو مكة المكرمة التي حرمها، وجعل حرمتها منذ خلق السماوات والأرض ليجعلها حرما آمنا.
ونفي القسم فى اللغة العربية توكيد للقسم، وتعظيم للأمر الذي جاء به القسم، وقسم الله تعالى (وهو الغني عن القسم) بمكة المكرمة وبالكعبة المشرفة فيه تنبيه لنا إلى عظيم مكانتها عند الله، وشرف قدرها عنده سبحانه وتعالى، ومن هنا كان الحج إليها حقا لله تعالى على كل مسلم بالغ عاقل قادر مستطيع، وكان الاعتمار بها عبادة من أعظم العبادات عند الله ومن أجل القربات إليه سبحانه وتعالى، وفي تعظيم هذه العبادة يقول المصطفى ﷺ:"الحجاج والعمار وفد الله، إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم".
ويقول ﷺ: "إن الله تعالى ينزل على أهل هذا المسجد (مسجد مكة) في كل يوم وليلة عشرين ومائة رحمة: ستين للطائفين، وأربعين للمصلين، وعشرين للناظرين"،  وفي ذلك يقول المصطفى ﷺ: "لا تزال هذه الأمة بخير ماعظموا هذه الحرمة حق تعظيمها، فإذا ضيعوا ذلك هلكوا".
7- حرمة مكة المكرمة منذ خلق السماوات والأرض:
وفى ذلك يروى عن رسول الله قوله ﷺ: "إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس"،  وقال رسول الله ﷺ يوم فتح مكة المكرمة: "إن هذا حرمة هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، لا يعضد شوكه، لا ينفر صيده، ولاتلتقط لقطته إلا من عرفها".
وقال ﷺ: "إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة".
وقال ﷺ فيما خطب به الناس يوم الفتح: "إن مكة حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض، لا يحل لامرىء يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ولا يعضد بها شجرا، فإن أحد ترخص في قتال فيها، فقولوا: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم وإنما أذن له ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها أمس".
وفى ذلك يقول الحق تبارك وتعالى: *جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* (المائدة97 ).
ويقول عز من قائل على لسان خاتم أنبيائه ورسله ﷺ: *إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ* (النمل 91).
ويقول سبحانه وتعالى: *وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ* (البقرة 191).
وقال ﷺ: "لا يحل لأحد أن يحمل السلاح بمكة"، ومن هنا تغلظ الدية على من ارتكب جناية القتل فى الحرم المكى كله.

8- تحريم دخول المشركين إلى حرم مكة كله:

وذلك انطلاقا من قول الحق تبارك وتعالى: *يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ* (التوبة: 28).
9- تغليظ العقوبة على المسيئين بالحرم المكي كله، انطلاقا من قوله تعالى: *إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍأَلِيمٍ* (الحج: 25).
10- تحريم كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة على الدجال:
وذلك لقول رسول الله ﷺ: "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة"، لذلك كان الرجل يلاقي قاتل أبيه في الحرم فلا يناله بسوء، واتفاق جميع القبائل على ذلك دليل على أن الله تعالى قد أقر ذلك في قلوبهم وتوارثوه عن أجدادهم، وكذلك كان تأمين وحوش الحرم مع ولع العرب بحب الصيد.
11- وجوب الإحرام قبل الدخول إلى مكة المكرمة وقبل تجاوز مواقيتها: 
لا يجوز لمن أراد الحج أو العمرة أن يدخل إلا محرما، وعلى خلاف بقية المساجد فإن تحية الكعبة الطواف، والدعاء في حرمها مستجاب، ويفضل صلاة العيد فيه.
12-حسنات الحرم المكي مضاعفة إلى مئة ألف ضعف:
فلا يوجد على وجه الأرض بلدة يرفع الله فيها الحسنة الواحدة إلى مائة ألف حسنة إلا مكة المكرمة، فمن صلى فيها صلاة رفعت له مائة ألف صلاة، ومن صام فيها يوما كتب له صوم مائة ألف يوم، ومن تصدق فيها بدرهم كتب الله تعالى له أجر مائة ألف درهم صدقة، وفي ذلك لقول المصطفى ﷺ: "صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام،  فإن الصلاة فيه بمائة ألف صلاة في غيره، وصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة".
13- قدوم جميع النبيين والمرسلين وصالح عباد الله من أهل السماوات والأرض إلى مكة المكرمة: هذا بالإضافة إلى ما في الحرم المكي من مقدسات ومنها الكعبة المشرفة، الحجر الأسود، وبئر زمزم، والركن اليماني وحجر اسماعيل والصفا والمروة، وغيرها كثير في مقدسات الحرم المكي، يروى عن رسول الله ﷺ قوله: "الركن والمقام ياقوتتان من ياقوت الجنة".
وفي رواية للبيهقي أضاف: "ولولا ما مسهما من خطايا يا بني آدم لأضاءا ما بين المشرق والمغرب، وما مسهما من ذي عاهة ولا سقيم إلا شفي".
ويؤكد ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي ﷺ قال: "نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضاً من اللبن فسودته خطايا بني آدم". 
وقوله ﷺ لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وهي تطوف معه بالكعبة حين استلم الركن: "لولا ما طبع الركن من أنجاس الجاهلية وأرجاسها وأيدي الظلمة والأثمة لاستشفي به من كل عاهة ولألفى اليوم كهيئته يوم خلقه الله، وإنما غيره الله بالسواد لئلا ينظر أهل الدنيا إلى زينة الجنة وليصيرن إليها، وإنها لياقوتة من ياقوت الجنة وضعه الله حين أنزل آدم في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة والأرض يومئذ طاهرة ولم يعمل فيها شيئ من المعاصي".
وقال كثير من الرواة إن نبي الله إسماعيل عليه السلام وأمه مدفونان بحجر إسماعيل الذى يعرف أيضا باسم الحطيم، ويذكر عن المصطفى ﷺ قوله: " كان النبي من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق مكة هو ومن آمن معه فتعبدوا بها حتى يموتوا".
وجاء في "القرى لقاصد أم القرى" لمؤلفه الشيخ محب الدين الطبري (1/28) عن النبي ﷺ أنه قال: " كان النبي من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة، فيعبد الله تعالى ومن معه حتى يموت، فمات فيها نوح، وهود، وصالح، وشعيب، وقبورهم بين زمزم والحجر".
وقوله: "في مسجد الخيف قبر سبعين نبياً".
وقوله ﷺ: "حج خمسة وسبعون نبياً كلهم قد طاف بهذا البيت، وصلى في مسجد منى".
ويروى عنه أنه قال: "إذا كنت بين الأخشبين من منى (ونفخ بيده الشريفة إلى المشرق) فإن هناك وادياً يقال له وادي الصرر به سرحة سر تحتها سبعون نبياً"،  أي إنهم ولدوا تحت تلك السرحة. وجاء فى تاريخ مكة للأرزقي مانصه: "وما من نبي من الأنبياء ولا رسول من الرسل عليهم الصلاة والسلام إلا قد حج البيت الحرام، وطاف به، ووقف على المشاعر المقدسة فى هذه البقاع الطاهرة، فلما كان إبراهيم عليه السلام بالشام أراه الله عز وجل البيت وبوأه له فخرج إليه من الشام ومعه ابنه اسماعيل، وزوجه هاجر أم إسماعيل الذي كان طفلا صغيرا ترضعه".

بقلم الفاضل الدكتور زغلول النجار
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع