القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ

 

وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ.


وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ.


قال تعالى: *وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ * وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ* (الحجر: ١٩-٢١).
والمقصود بلفظة "الأرض" هنا هو قشرة الأرض، لأنها هي التي مُدت بثورة البراكين من جزيرة بركانية واحدة (هي أرض الحرم المكي) لتكون قارة واحدة يسميها العلماء باسم "القارة الأم" أو "أم القارات"، ثم شاءت إرادة الله تفتيت هذه القارة الواحدة إلى القارات السبع الحالية، وظلت هذه القارات تنزاح متباعدة عن بعضها البعض حتى وصلت إلى أماكنها الحالية. ولا تزال هذه القارات تتحرك بمعدلات أقل من سرعتها القديمة، وتستطيع الأجهزة العلمية تسجيل هذه الحركات و إن كان حسُ الإنسان لا يدركها، ولعل هذا هو المقصود بقول ربنا تبارك وتعالى: *وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا…*. 
وفي قوله تعالى: *…وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ…* لمحة إعجازية ثانية، وذلك لأنه عندما تم تفتيت القارة الواحدة إلى عدد من ألواح الغلاف الصخري للأرض، بدأت هذه الألواح في الحركة السريعة لأنها تطفو على نطاق من الصخور شبه المنصهرة اللدنة ذات الكثافة العالية، ومع دوران الأرض حول محورها كانت هذه الألواح تجري متباعدة عن بعضها البعض لتكون قيعان المحيطات والبحار العميقة، وفي الجانب الآخر من نقاط التباعد كانت هذه الألواح تصطدم مع بعضها البعض مكونة السلاسل الجبلية بعملية إلقاء حقيقية، فاللوح الأرضي الذي يهبط تحت لوح آخر تُقشط من على سطحه جميع الرسوبيات المتجمعة على ذلك السطح و تُلقى فوق القارة التي تعلوها.
كذلك فإنه باستمرار تحرك اللوح الصخري الهابط فإنه ينزل بالتدريج في مناطق ذات حرارة أعلى فينصهر، وتندفع هذه الصهارة على هيئة نشاط بركاني يشق اللوح الراكب و يندفع في الغلاف الغازي للأرض ثم يُلقى على سطح الأرض في مشاركة واضحة لعملية بناء السلاسل الجبلية، و بزيادة اندفاع اللوح الصخري الهابط فإنه ينغرس في نطاق الضعف الأرضي ليزيح منه كتلاً متباينة الأحجام فتُلقى إلى أعلى في داخل اللوح الراكب على هيئة أشكال متعددة من المتداخلات النارية لتلعب الدور الأساسي في تكون السلاسل الجبلية بعملية إلقاء إلى أعلى. وعلى ذلك فإن وصف القرآن الكريم لتكون الجبال بتعبير الإلقاء يُعتبر سبقاً علمياً لجميع المعارف المكتسبة بأكثر من ١٤٠٠ سنة، كذلك فإن وصف القرآن الكريم بأنها رواسي هي سبق علمي آخر لأن السلاسل الجبلية تقلل من حركة ألواح الغلاف الصخري للأرض حتى يمكن العيش على سطحها، فهي رواسي حقيقية للغلاف الصخري للأرض.
وفي قوله تعالى: *…وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ* لمحة إعجازية حقيقية لأنه لولا ارتفاع الجبال فوق مستوى سطح البحر ما تكونت التربة، وبدون التربة ما أنبتت الأرض، كذلك فإن الجبال تشكل مصدات طبيعية للسحب المحملة ببخار الماء، فعندما تصطدم هذه السحب بقمم الجبال فإنها تُنزل ما بها من ماء مبارك طهور فيشُق الأودية التي تفيض بالماء مكونة الأنهار وغيرها من الروافد المائية، وبالإضافة إلى ذلك فإن الله تعالى مّنَّ على أهل الأرض بالعديد من أنواع النبات والحيوان بتوازن بيئي  مُعجز، ولولا ذلك ما كانت الأرض كوكباً صالحاً للعمران، لذلك قال تعالى: *وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ * وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ * وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ*.

بقلم الدكتور زغلول النجار 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع