القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

قال تعالى: *وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ


قال تعالى: *وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ


قال تعالى: *وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ  


قال تعالى: *وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ * لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ* (الحجر: ١٤-١٥).
هاتان الآيتان الكريمتان تشيران إلى الرقة الشديدة لطبقة النور في الغلاف الغازي للأرض، فهذه الطبقة لا يتعدى سمكها مئة كم، بينما تبلغ المسافة بين الأرض والشمس حوالي مئة وخمسين مليون كم. والقول بتسكير العيون يأتي إشارة إلى الظلمة الشاملة فى  السماء الدنيا، والتي يدركها الصاعد فيها فجأة بسبب الرقة الشديدة لطبقة النهار . 
وفي تفسير هاتين الآيتين الكريمتين نجد أن اللغة وحدها لا تكفي، لأن اللغة تفيد أنه حتى لوأن الله‏ تعالى‏ فتح على هؤلاء المكابرين بابا من السماء‏،‏ وأعانهم على الاستمرار بالعروج فيها بأجسادهم وكامل حواسهم‏,، حتى يطلعوا على بديع صنع الله في ملكوته‏،‏ وعلى عظيم قدرته في إبداع خلقه‏،‏ وعلى اتساع سلطانه وملكه‏,، وعلى حشود الخاضعين لجلاله بالعبادة والطاعة والتسبيح في خشية وإشفاق بالغين‏،‏ لشكوا في تلك الرؤية المباشرة‏,، ولكذبوا أبصارهم وعقولهم وباقي حواسهم‏,، ولاتّهموا أنفسهم بالعجز التام عن الرؤية تارة‏،‏ وبالوقوع تحت تأثير السحر تارة أخرى‏، و ذلك في محاولة لإنكار الحق من فرط مكابرتهم وعنادهم‏...!!‏ 
ولكن العلم يفيد بأن الآيتين تشيران إشارة ضمنية إلى الرقة الشديدة لطبقة النهار فوق نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس إذا ما قورنت ببعد الشمس عن الأرض، وهذه الطبقة يبلغ سمكها في المتوسط مائة كيلومتر فوق مسنوى سطح البحر، بينما يقدر متوسط بعد الشمس عن الأرض بحوالى مائة وخمسين مليون كيلومتر، وهذه الحقيقة لم يدركها الإنسان إلا بعد ريادة الفضاء، وسبق القرآن الكريم بالإشارة إليها من قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة يعتبر وجها من أوجه الإعجاز العلمي العديدة فيه. 
 ومن ملامح الإعجاز العلمي في هاتين الآيتين الكريمتين ما يلي:
- ‏ في قوله تعالى: ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَليهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء﴾: 
في هذا النص الكريم إشارة إلى أن السماء ليست فراغا، بل هي بنيان محكم‏، يتعذر دخوله إلا عن طريق أبواب تفتح للداخل فيها، ولقد كان السبب الرئيسي لتصور أن الكون فراغ تام هو التناقص التدريجي لضغط الغلاف الغازي للأرض مع الارتفاع عن سطحها حتى لايكاد أن يدرك بعد ألف كيلو متر فوق مستوى سطح البحر‏.
-  وفي قوله تعالى ﴿فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ﴾:
 نجد أن ظرف الزمان "ظلوا" يشير إلى  الصعود  فى وضح النهار، مع عموم الإظلام وشموله وديمومته بعد تجاوز طبقة النهار إلى نهاية الكون‏، بمعنى أن الإنسان إذا عرج به إلى السماء في وضح النهار، فإنه يفاجأ بظلمة الكون الشاملة تحيط به من كل جانب ممّا يفقده النطق أحيانا أو يجعله يهذي بما لا يعلم أحيانا أخرى من هول المفاجأة‏.‏ و (العروج) لغة: هو سير الجسم في خطوط  متعرجة، منعطفة، منحنية. وثبت علميا أن حركة كل من الأجسام المادية  والطاقية في السماء بين أجرام ذات كتل وكثافات  وجاذبيات متباينة لايمكن لها ان تتم في خطوط مستقيمة‏ أبدا،‏ بل لابد لتلك الأجسام من الانحناء في تحركها بقدر جاذبية كل جرم من أجرام السماء التي تمر بها لها. واستخدام ظرف الزمان "فظلوا" هو إشارة إلى أن هذا الصعود في السماء كان في وضح النهار،  وسطوع الشمس أي: في وقت تكون الظل.
- وفي قوله تعالى: ﴿َلَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُون﴾.
معنى: سكرت أبصارنا، أغلقت عيوننا وسدت‏،‏ أو غشيت وغطيت لتمنع من الإبصار‏.
وهذه الآية الكريمة توضح حقيقة كونية لم يعرفها الإنسان إلا بعد نجاحه في ريادة الفضاء منذ مطلع الستينيات من القرن العشرين، حين فوجئ بحقيقة أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه‏، وأن حزام النهار في نصف الكرة الأرضية المواجه للشمس لا يتعدى سمكه مائة كيلومتر فوق مستوى سطح البحر‏. فإذا ارتفع الإنسان فوق ذلك فإنه يرى الشمس قرصًا أبيض تشوبه صفرة خفيفة جداً في صفحة سوداء حالكة السواد‏،‏ لا يقطع حلوكة سوادها إلا بعض البقع الباهتة الضوء في مواقع للنجوم‏.‏ وبعد تجاوز المائة كيلو متر فوق مستوى سطح البحر تكون كثافة الهواء قد انخفضت إلى حد بعيد، وتكون نسبة كل من بخار الماء وجسيمات الغبار فيه قد تضاءلت حتى تكاد أن تتلاشى‏، لذلك تبدو الشمس وغيرها من نجوم السماء نقاطا صغيرة، باهتة الإضاءة في بحر غامر من ظلمة الكون، لأن أضواءها لا تكاد تجد ما تشتته أو تعكسه.‏
- وتتضح إشارة الآيتين الكريمتين إلى الرقة الشديدة لطبقة النهار في قول ربنا تبارك وتعالى: "ولو فتحناعليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون ...‏ لقالوا‏.."  بمعنى أن القول بتسكير العيون، وظلمة الكون الشاملة تتم بمجرد العروج لفترة قصيرة في السماء،ثم تظل تلك الظلمة إلى نهاية السماء الدنيا,إن لم تكن إلى نهاية الكون.

بقلم الدكتور الغالي زغلول النجار 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع