القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

تفسيرسورة قال تعالى: *وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ

تفسير سورة قال تعالى: *وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ


تفسير سورة قال تعالى: *وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ



 قال تعالى: *وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ* (النحل: ٧٨).
تشير هذه الآية الكريمة إلى حقيقة أن الجنين يخرج من بطن أمه لا يعلم شئ، وأن من نعم الله تعالى على هذا الجنين أن 
الله جعل له من الحواس كلاً من السمع والأبصار والأفئدة لعله أن يكون من الشاكرين لله سبحانه وتعالى. 
ومن أوجه الإعجاز في هذه الآية الكريمة تقديم كل من السمع على الأبصار و الأبصار على الأفئدة، وذكر السمع بالإفراد وذكر الأبصار بالجمع وذلك لأن حاسة السمع يتم تخلقها وعملها قبل حاسة الإبصار بفترة طويلة، فبينما يبدأ الجنين بالسمع في الشهر الخامس من عمره وهو لا يزال في بطن أمه، فإنه لا يستطيع أن يميز الظلام من النور إلا في الأسبوع العاشر من بعد ميلاده، ولا يستطيع أن يتقن الإبصار جيداً إلا في سنته العاشرة من العمر، كذلك ثبت بالتجربة أن الطفل يتعلم بالسمع قبل أن يستطيع القراءة بوقت طويل، وآن تعلمه بالسمع أيسر من تعلمه بالنظر والقراءة، وأن المعلومات السمعية أبقى في الذاكرة من المعلومات المقروءة والمنظورة، هذا بالإضافة إلى أن البصر هو أول ما يغيب عن الإنسان من حواسه عند النوم، وفي حالات الغيبوبة ونقص الأكسجين، كما في حالات التخدير و عند الغرغرة بالموت، بينما آخر ما يغيب عنه من حواسه هو السمع، ومن هنا يقدم القرآن الكريم دائماً السمع على الأبصار. وبالإضافة إلى ذلك فإن الإنسان يستطيع تلقي الموجات الصوتية من جميع الاتجاهات والارتفاعات، ولا يتلقى الموجات الضوئية إلا إذا ثبت رأسه في مستوى واحد افقياً أو رأسياً، وفوق ذلك كله فإن منطقتي السمع في المخ موزعتان فوق الأذنين مباشرة، وبذلك يتقدمان منطقة الإبصار التي تتركز في مؤخرة المخ. ومن الثابت أن من يولد بعاهة الصمم لا يستطيع الكلام، بينما الذي يولد كفيفاً فإنه يتكلم بسهولة ويسر عن طريق استخدام حاسة السمع، وثبت بالتجربة أن المعلومات التي يتلقاها الإنسان عن طريق السمع تصل إلى مراكز الوعي والذاكرة في المخ بطريقة أفضل من المعلومات التي يتلقاها بالنظر فقط.
ومن الحكمة في ذكر السمع بالإفراد و ذكر الأبصار بالجمع هو ارتباط الأذنين بكل من منطقتي السمع في المخ يجعل الإنسان يسمع بأذنيه شيئاً واحداً في الوقت الواحد، وعلى الرغم من وجود منطقة واحدة للإبصار في مؤخرة المخ، فإن ارتباط كل نصف عين من العينين بالنصف المعاكس له في منطقة الإبصار فإن ذلك يمكن العين الواحدة من رؤية العديد من الأشياء في آن واحد، ومن هنا جاء ذكر السمع بالإفراد، وجاء ذكر الأبصار بالجمع.
والحكمة من ذكر كل من السمع والأبصار قبل ذكر الفؤاد (وهو قلب القلب)، ومركز الإدراك والتمييز في جميع القضايا العقدية والعاطفية، وهذه القضايا يحكم فيه الإنسان دائماً بعد كل من السمع و البصر، لذلك جاء ذكر الفؤاد بعد ذكر كل من السمع والأبصار.


بقلم الدكتور زغلول النجار 
أنت الان في اول موضوع
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع