القائمة الرئيسية

مقالات دينية,جولة نسائية,جولة قرآنية,قصص دينية,جولة أطفال

الرسالة الخاتمة للرسول ﷺ

 
الرسالة الخاتمة للرسول ﷺ


 الرسالة الخاتمة للرسول ﷺ 


تلخصت الرسالة الخاتمة للرسول ﷺ في النقاط الرئيسية التالية: 

(1) الإيمان بالله (تعالى)

 ربّاً واحداً أحداً، فرداً صمداً، بغير شريك ولا شبيه، ولا منازع، ولا صاحبة، ولا ولد، وتنزيهه (سبحانه وتعالى) عن جميع صفات خلقه، وعن كل وصف لا يليق بجلاله. ولذلك ثبت عن رسول الله ﷺ أنه لم يكن يستغيث أو يستجير أو يحلف بغير الله (تعالى) وكان ينهى عن كل من الكهانة والتطير والسحر.

(2) الإيمان بملائكة الله وكتبه ورسله دون أدنى تفريق أو تمييز.

*آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* (البقرة: 285).  
والقرآن الكريم يصف دين الله (تعالى) بالإسلام وذلك من لدن أبينا آدم (عليه السلام) إلى بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين) وذلك بقول ربنا (تبارك وتعالى): 
*شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ* (ال عمران: 18-19). 
ويؤكد ربنا (جل جلاله) على هذه الحقيقة في نفس السورة بقوله العزيز: 
*وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ* (ال عمران: 85). 
والقرآن الكريم يصف جميع أنبياء الله بالمسلمين فيقول على لسان نوح (عليه السلام): *... وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ* (يونس: 72). 
وهذان نبيان من أنبياء الله وهم إبراهيم وولده إسماعيل (عليهما من الله السلام) يدعوان الله (تعالى) بقولهما: 
*رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ * وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلاَ تَمُوتُنَّ إَلاَّ وَأَنْتُم مُّسْلِمُونَ* (البقرة: 128-132). 

(3) الدعوة إلى الالتزام بمكارم الأخلاق طلباً لمرضاة الله (تعالى)

 قد لخص رسول الله ﷺ بعثته الشريفة كلها في إتمام مكارم الأخلاق ولذلك قال: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" (رواه الترمذي). وقال: "ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخُلُق" (رواه ابو داود). ولذلك كان (صلوات ربي وسلامه عليه) أرضى الناس خلقاً، وأكرمهم نفساً، يصل الرحم، ويقري الضيف، ويحمل الكل، ويعين على نوائب الدهر. كان يحفظ حق الجار وإن جار، ويغيث اللهفان ولو لم يكن مسلماً، يعطف على رعيته، وعلى ضعفائهم قبل كبرائهم، ويستشيرهم في أمور الدنيا. ما قال لخادم عنده أف، ولا حقد على إنسان قط مهما ظلمه، ولم يحتقر إنساناً أياً كان شأنه. كان ينادي أصحابه بأحب الأسماء إليهم، وكان يكنيهم ويداعبهم، ويمزح معهم ولا يقول إلا حقا. كان دائم البشاشة والبشر، سمع الخصال، مثالي السلوك، طيب السريرة، لا يقاطع حديث أحد من المتحدثين إليه، ولكنه إذا قوطع صمت، كانت أفعاله تطابق أقواله، وكان عظيم الوفاء، كثير الإحسان، صادق الود، ما خفر ذمة، ولا نقض عهداً، ولا غدر بإنسان أبدا. بل كان أكثر الناس رحمة، وخيراً وبراً، وحناناً، وحكمة وفطنة ونُهى. 
كان ﷺ ينهى عن اللغو، وما كان يضحك إلا مبتسماً، وكان يمزح ولا يقول إلا حقاً، كان يحب معالي الأمور، ويكره سفاسفها. وما كان يغضب لنفسه ولكن لله، وما كان ينتقم لنفسه، ولكن لتجاوز حدود الله. كان كل من الحلم والأناة فيه سجيَّة، والصبر والاحتساب طبيعة فطرية، والعفو والتسامح طبعاً أساسياً، والجود والكرم، والسخاء والإحسان، والتواضع والبساطة منحة إلهية، فكان يكره التزلف والإطراء. 
كان مسكنه حجرات مبنية من الطوب (اللبن)، وفراشه من الليف، ولبسه لا يتميز عن ملابس عامة المسلمين، وكان يشد الحجر على بطنه الشريف من شدة الجوع، وكان يأتي عليه وعلى آل بيته الشهر ما يوقد فيه نار، وكان غذاؤهم التمر والماء. ولم يكن ﷺ يتعمد الجوع رهبنة، وإنما كان إذا وجد الطعام أكل، وإذا لم يجد صبر، وتوفي ودرعه مرهونة، ولم يخلف ضياعاً ولا قصوراً، ولا ثروة مالية، فصلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه  ودعا بدعوته إلى يوم الدين. 
وتبقى هذه السيرة العطرة لخاتم الأنبياء والمرسلين ﷺ تجسيداً للنبوة في أعلى مراتبها، وللإنسانية في أرقى صورها، وللكمال البشري في تمامه وتساميه. من هنا كان في مدارسة هذه السيرة النبوية الشريفة عوناً لكل فرد من المسلمين في التعرف على النموذج الأمثل لتحقيق رسالته في هذه الحياة الدنيا بنجاح، والفوز بمرضاة الله في الدنيا والآخرة. ولا يتم له ذلك إلا بالفهم الصحيح لدين الله، والتطبيق الدقيق لأوامره، والتأسي الأمين بسنة خاتم أنبيائه ورسله حتى يستطيع المسلم القيام بأداء العبادة لله (تعالى) بما أمر، وبحسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض، وذلك بعمارتها وإقامة عدل الله في ربوعها، مع الجهاد الصادق من أجل تحقيق ذلك حتى يلقى الله (سبحانه وتعالى) وهو راضٍ عنه كما فعل خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه ودعا بدعوته إلى يوم الدين). 

(4) النجاح في جعل دين الإسلام وسيلة توحيد القبائل العربية المتعددة

التي عاشت من قبل متنافرة مختلفة فيما بينها، فجمعها في أمة واحدة، لها دين وحد، ونظام سياسي واحد. وقد قام هذا الجيل الذي رباه محمد بفتح نصف الكرة الأرضية في أقل من قرن من الزمان وبسرعة تبعث على الدهشة والإعجاب والاطمئنان في آن واحد.


بقلم الدكتور زغلول النجار 
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع